“بين نهرين: رواية”، للكاتب نيكولاس رينالدي، هي عمل أدبي يندرج ضمن فئة الأدب الروائي والأدب الأدبي، تم نشرها بواسطة دار النشر هاربر في يونيو عام 2004. تتناول هذه الرواية الحياة داخل جدران “إيكو تيراس”، وهو مجمع سكني في مدينة نيويورك.
يقدم الكاتب صورة رائعة ومؤثرة عن مجتمع يتشابك فيه مصائر شخصيات متنوعة، حيث يتم تضفير حكايات حياتهم في خيوط مدهشة من الحب والذاكرة. يتصدى “فارو فيسكو”، الحارس الفخور والملاحظ لـ “إيكو تيراس”، لمرور مجموعة غنية ومتنوعة من سكان المجمع عبر ردهم في اللوبي على مدار الليل والنهار.
تجتمع في هذا المكان فصول حياة شخصيات مثيرة للدهشة، بما في ذلك جراح تجميل مولود في مصر يتخذ الطابق الخامس مسكنًا له ويتخصص في تحويل الجنس، وطيار مقاتل في الطابق الثامن، كان قد قاتل في صفوف ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية. وهناك تاجر بهارات عراقي وفنانة تخيط لوحات فنية مجنونة، وابن الخائن الذي يحلم بأن يصبح مشعوذًا، إلى جانب الأرملة التي تجعل شقتها كوكبة جنة تضم مجموعة من الطيور، وثعبان غير سام، وقرد يدعى جو، والتي كانت موضوع بحث زوجها الراحل.
“فارو فيسكو” يعرفهم جميعًا، يعرف أسرارهم الخاصة، يعرف ما حدث لـ “يسينيا ريفيرا”، الخادمة في البيت والتي كان عمرها تسعة عشر عامًا من كوينز، عندما قررت القيام برحلة مصيرية على متن عبارة ستاتن آيلاند. هو وحده يعرف الحقيقة وراء الحادث الغامض الذي ألم بمصمم الأزياء “آيرا كلمب”، المقيم في الطابق الثاني عشر. ويعلم – ويرغب في معرفة المزيد – عن “ماريا غراسيا مونو”، الفاتنة التي كانت في بعض الأحيان عاشقة “هاري فالكون”، القائد اللامع للصناعة الذي يعيش في البنتهاوس ويعاني من مرض السرطان.
يركز الكاتب على تفاصيل المبنى والأشخاص فيه، ومع ذلك، لا يعرف “فارو فيسكو” ما يكمن في قلبه، ولماذا، بعد حياة طويلة وصعبة، هو لا يزال على قيد الحياة وحيدًا. كما أنه لا يعرف ما الذي سيكون قادرًا على فعله في وجه المأساة المفاجئة والمُغْمَرة.
مع تحول السرد من شقة إلى أخرى، مكشوفةً تاريخ حياة الشخصيات الخاصة بهم وتتبع التقاطعات المثيرة لحياتهم اليومية، يظهر نسيج غني من التجارب. القصة، بلغة نثرية مشبعة بالجمال، متداخلة بالذكاء والفكاهة، والتناقضات الدقيقة والصدى المؤلم، مع وجود إحساس عميق بصمود الروح البشرية.”