في روايتها “أبراج الخباز”، تقدم جنيفر هيغ متابعة مذهلة لروايتها الأكثر مبيعًا “سيدة كيمبل”. تأخذنا هيغ في رحلة مشوقة من الحب والفقدان في بلدة تعدينية في غرب ولاية بنسلفانيا في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية.
تقع بيكيرتون في بلدة تعدينية تعتمد على الفحم، بلدة تتميز بالأعياد الكنسية والأحياء العرقية، ووجبات الصيادين الصباحية ومواكب رجال الإطفاء. يتم تربية أطفالها في منازل الشركة – ثلاث غرف في الطابق العلوي، وثلاث غرف في الطابق السفلي. يقود ناديها الرياضي دوري الشركة التعدينية. توفر مناجم بيكر الاثني عشر وظائف نقابية جيدة، ولا يزعج أحد المكومات السوداء المرتفعة من التربة المعدنية للمناجم. يعتبرها الناس أبراج بيكر، وهي علامات محلية ودليل واضح على ازدهار المناجم. تعني أبراج بيكر رواتب جيدة ولحمًا على المائدة، وإجازة مدفوعة الأجر لمدة أسبوعين وهدايا تحت شجرة الميلاد.
لم تُسمَ مناجم بيكر باسم بيكرتون؛ بل أطلق على بيكرتون اسمًا مستمدًا من المناجم. هذا تمييز مهم. إنه يفسر الترتيبات الحالية.
تنشأ وتترعرع الأطفال الخمسة لعائلة نوفاك على تلة بولندية في بيكرتون، وهم يكتملون في فترة الحرب، عصر مثير يبدو فيه العالم على وشك التغيير إلى الأبد. يعمل الأكبر سنًا، جورجي، على سفينة تنقيب عن الألغام في المحيط الهادئ الجنوبي ويطمح إلى الحصول على مستقبل واعد يسعى لتحقيقه بأي ثمن. تأخذ شقيقته دوروثي، جمالها الهش، وظيفة في واشنطن العاصمة، وتجد نفسها غير مستعدة لحياة المدينة. تطمح جويس، البراقة، إلى أن تكرس نفسها لشيء مهم، لكنها بدلاً من ذلك تصبح الركيزة الأساسية للعائلة، وتدرك بمرارة الفرص التي كانت قد أضاعتها في مكان آخر. يمر ساندي بالحياة بجاذبيته وسحره، وتتطور لوسي، الرضيعة المتقلبة، وتتطور لديها رغبة لا تنضب في الحب.
تعد “أبراج الخباز” ملحمة عائلية وقصة حب، وترنيمة لزمن ومكان ذهبا منذ زمن بعيد، لماضي الصناعة في أمريكا والرجال والنساء الذين نسميهم الآن بأجيال العظمة. إنها إنجاز خيالي من صوت جديد استثنائي في الأدب الأمريكي، كاتبة بقوة ومهارة هائلة.