في روايته المثيرة “آخر لوحة لدوقة البا: رواية”، يقدم الكاتب أنطونيو لاريتا للقارئ رحلة استثنائية إلى أحداث تاريخية مشوقة، حيث يسرد لنا تفاصيل وقائع جريمة قتل الدوقة البا الغامضة في عام 1802. يتناول الكتاب هذه الأحداث الصادمة من خلال أقلام اثنين من الرجال الذين كانوا يشتبه في تورطهم في هذه الجريمة، هما الوزير الأول للعائلة الملكية مانويل غودوي، والرسام الكورت فرانسيسكو دي غويا.
يعرض الكتاب مشاهد ملتوية من خلال عيون هؤلاء الرجال، حيث يحكي غودوي وغويا تفاصيل اللحظات الأخيرة لحياة الدوقة والأحداث التي أعقبت وفاتها. يُلقي الضوء على تفاصيل العلاقات المعقدة والخفايا السياسية التي قادت إلى هذه الجريمة الغامضة. يعيد الكاتب إلى الحياة لحظات التاريخ الضبابية والمظلمة، حيث يتخلل السرد لغة روائية متقنة وصوراً واقعية تجعل القارئ يشعر بتلك الفترة التاريخية.
في هذه السياقات، يتألق لاريتا بموهبته في خلق شخصيات تاريخية ثرية ومعقدة، حيث يقدم الوزير غودوي والرسام غويا كشخصيات متضاربة ومتناقضة، يتمحور حولها الصراع والتشويق. يتيح للقارئ فهم الأحداث من منظورين مختلفين، مما يضفي طبقة إضافية من التعقيد على الحبكة الروائية.
تأخذنا الرواية في رحلة عبر الزمن، حيث يتم استعراض الأحداث بشكل غير تسلسلي، مما يعزز الغموض ويضفي تشويقاً إضافياً على السرد. كما يسلط الكتاب الضوء على العديد من الجوانب الاجتماعية والثقافية في الفترة الزمنية ذاتها، مما يضيف بعمق إلى غنى السرد.
تُعد منشورات Woodbine House الناشر الذي قدم هذه الرواية الرائعة في يونيو من عام 1988، حيث أضافت إلى مكتبة الأدب التاريخي قطعة فنية استثنائية. يتميز الكتاب بالتمحور حول جوانب الإنسانية والسياسة، مما يجعله ليس مجرد رواية تاريخية، بل تحفة فنية تجمع بين الوقائع التاريخية وخيال الكاتب ببراعة.
باختصار، تعتبر “آخر لوحة لدوقة البا: رواية” عملًا أدبيًا فريدًا يقدم نظرة عميقة ومثيرة إلى حياة الدوقة البا والأحداث المحيطة بوفاتها، مما يجعلها ضرورة لكل عاشق للأدب التاريخي والروايات الراقية.