تُعتبر قصة “Hostage: My Nightmare in Beirut”، التي كُتبت بقلم ديفيد جاكوبسن وجيرالد آستور، واحدة من السرديات المثيرة التي تنقل تجربة شخصية معقدة ومليئة بالتحديات في سياق التاريخ الحديث للشرق الأوسط. تم نشر هذا العمل في أغسطس 1991 بواسطة دار النشر Dutton Adult، ويروي ديفيد جاكوبسن، الرهينة السابق والمدير الإداري لمستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، تفاصيل احتجازه الذي دام سبعة عشر شهرًا في لبنان.
يبدأ الكتاب بوصف مفصل للظروف التي أدت إلى خطف جاكوبسن في مايو 1985، حيث كان لبنان يعاني من توترات شديدة وحروب أهلية متعددة الأطراف. تناول الكتاب بعد ذلك سرد تجربته المروعة كرهينة، حيث يصف جاكوبسن التحديات النفسية والجسدية التي واجهها خلال فترة احتجازه. ولعل من أبرز الجوانب التي تطرق إليها الكتاب هو تفاعله مع الخاطفين والرهائن الآخرين، وكيف تطورت هذه العلاقات في ظل ظروف قاسية ومعقدة.
بالإضافة إلى السرد الشخصي، يقدم الكتاب أيضًا تحليلاً نقديًا للسياسات الأمريكية تجاه الإرهاب ومعالجة قضايا الرهائن. يُشير جاكوبسن إلى ما يعتبره فشلاً في هذه السياسات، وخصوصاً فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الأزمات التي تشمل احتجاز الرهائن. كما يتطرق الكتاب إلى الظروف المحيطة بإطلاق سراحه، حيث يُزعم أن إطلاق سراحه تم في إطار صفقة سرية تضمنت تبادل الأسلحة، مما يسلط الضوء على الجدل الأخلاقي والسياسي المرتبط بمثل هذه الصفقات.
من المهم التأكيد على أن الكتاب لا يُقدم فقط سرداً للأحداث من وجهة نظر جاكوبسن، بل يشتمل أيضًا على مقاطع مستمدة من الوثائق والمقابلات التي تضفي عمقًا تحليليًا على السرد. يستخدم الكتاب لغة واضحة ومباشرة، مما يجعله مصدراً مهماً لفهم كيف يمكن أن تؤثر الأحداث السياسية على الأفراد على المستوى الشخصي.
علاوة على ذلك، يُعتبر الكتاب مورداً قيماً للباحثين والطلاب المهتمين بدراسة النزاعات في الشرق الأوسط وسياسات مكافحة الإرهاب. يوفر الكتاب فرصة للقراء لاستكشاف التعقيدات المرتبطة بالأزمات الدولية وتأثيرها على السياسة الخارجية، بالإضافة إلى تأثيرها على الأفراد الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في مركز الصراع.
بشكل عام، “Hostage: My Nightmare in Beirut” هو شهادة فريدة وقيمة على تجربة الاحتجاز والنضال من أجل البقاء في واحدة من أكثر المناطق توتراً في العالم. يوفر الكتاب نظرة ثاقبة للحظات من اليأس والأمل، ويعكس تحديات السياسة الدولية والتأثير العميق الذي يمكن أن تحدثه على حياة الأفراد.