“ركضاً مع المقصات: مذكرات” بقلم أوغستين بوروز، هو عمل سيرة ذاتية لاقى شهرة واسعة وحقق نجاحاً كبيراً. نُشر الكتاب لأول مرة في يونيو من عام 2003 عن دار نشر بيكادور، وقد حاز على جائزة نيويورك تايمز لأفضل المبيعات، كما تم تصنيفه ضمن أفضل عشرة كتب في العام من قِبل مجلة “إنترتينمنت ويكلي”. وتوجت قصة الكتاب بنجاح إضافي عندما تم تحويلها إلى فيلم سينمائي.
تروي مذكرات “ركضاً مع المقصات” قصة حقيقية لحياة المؤلف أوغستين بوروز، التي اتسمت بالغرابة والتحديات منذ سن مبكرة. تبدأ القصة عندما كانت والدته، التي كانت شاعرة تعتقد أن لديها موهبة مماثلة لتلك التي تمتلكها آن سيكستون، تقرر التخلي عن ابنها. في سن الثانية عشرة، وجدت بوروز نفسه في حضن عائلة طبيب نفسي غير تقليدي كان يشبه سانتا كلوز، والذي قام بتبنيه وتربيته في منزله.
كان منزل هذا الطبيب النفسي عبارة عن خليط من الفوضى والتشوش، حيث كان يتخلل أجواءه نقص القوانين وعدم الانضباط. كان عيد الميلاد يتم الاحتفال به طوال العام، وكانت الحبوب المهدئة مثل الفاليوم تُستهلك كما لو كانت حلوى. حتى أن استخدام جهاز الصدمات الكهربائية كان يُعتبر وسيلة للترفيه عندما تصبح الحياة مملة. وسط هذه الفوضى، يتعرف بوروز على أفراد عائلة الطبيب النفسي الغريبة، بما في ذلك جاره الذي كان مُدانًا بالتحرش الجنسي ويعيش في كوخ خلف المنزل.
على الرغم من أن هذه الظروف غير العادية كانت صادمة، فقد عبر بوروز عن تجربته بأسلوب يجمع بين الفكاهة والمرارة. الكتاب يروي أحداثاً مروعة وجريئة ولكنها مكتوبة بطريقة لاذعة وقادرة على جذب القارئ. تمثل القصة مثالاً على كيفية التغلب على المحن والبقاء على قيد الحياة في ظل ظروف غير طبيعية، وتسلط الضوء على قوة الصمود في مواجهة التحديات.
أثناء كتابة المذكرات، وجه بوروز شكره للعديد من الأشخاص الذين كان لهم تأثير في حياته ومهنته. في قسم الشكر، يعرب عن امتنانه لجينيفر إندرلين، كريستوفر شيلينج، وجون ميرفي، والعديد من الأفراد الآخرين الذين كانوا جزءاً من عملية النشر والترويج للكتاب. كما يوجه بوروز شكره لأسرته، معبراً عن تقديره لهم على الرغم من الظروف التي قد تكون قد سببت له معاناة في بعض الأحيان.
بوروز أيضًا يعتذر في مقدمة الكتاب عن أي ضرر قد يكون قد نجم عن روايته لهذه القصة. يذكر أن ذكريات أفراد العائلة الذين كانوا جزءاً من قصته قد تكون مختلفة عن ذكرياته، ويؤكد على احترامه وتقديره لهم كأشخاص “فاضلين، نزيهين، وعاملين بجد”.
في النهاية، يقدم بوروز شكره لأخيه، الذي كان له دور كبير في توضيح قيمة أن يكون الإنسان فريداً ومتميزاً. إن الكتاب ليس مجرد سرد لتجربة شخصية فريدة، بل هو شهادة على قوة الروح الإنسانية وقدرتها على التغلب على أقسى الظروف.