“رقبة أودري هيبورن: رواية”، كتاب يأخذنا في رحلة مذهلة عبر عوالم متشابكة من الحب والفقدان والتحول الشخصي. تبدأ القصة بلحظة بسيطة، وهي عندما أخذته والدته لمشاهدة فيلم “عطلة رومانية” في عيد ميلاده التاسع. وفي تلك اللحظة الباردة داخل دار السينما، انغمس توشي في سحر الشخصية السينمائية الساحرة، أودري هيبورن. “أوه، رقبتها… أليس ذلك رائعًا؟”، كانت تعبيرات والدته تتلاشى في أذهان توشي، الذي كان قد غرق بالفعل في علاقة حب لا تنتهي مع أودري والثقافة التي جسدها بأناقة.
تربى توشي في قرية صيد صغيرة، حيث كانت لياليه المضطربة تمر بين والديه، يتمدد بين والده الذي ينبعث منه رائحة الصويا والبيرة، ووالدته التي تفوح منها رائحة الشاي الأخضر والميسو. ومع ذلك، لم يفهم أبدًا جذور حزن والدته المظلم، ولا لماذا لم يتحدث والده عن ذلك اليوم الذي تركتهم فيه لتعيش بمفردها.
لتوشي، الذي يبلغ من العمر الآن ثلاثة وعشرين عامًا والذي انتقل حديثًا من العيش فوق محل والده للنودلز، توكيو مكان غريب ومثير. تغمره المدينة الحيوية والتأثير الأمريكي في كل مكان؛ مثلما يتضاعف تأثير الولايات المتحدة في مطاعم مثل “حديقة البيرة الكاليفورنية” و “مقهى الوجبات الخفيفة الجنسية الطائرة”. كرسام لشريط الكاريكاتير الشهير “فتاة الشوكولاتة”، يلتحق توشي بدورات في “أكاديمية اللغة الإنجليزية الرومانسية للغاية”. تجذبه معلمته الساحرة جين إلى علاقة جنسية مهووسة تثير إعجابه وفزعه في الوقت نفسه. ولكن يتطلب أمر مخيف يحدث تحت شجرة الكرز المزهرة في مقبرة أوياما أن يقتنع توشي بأن هناك شيئًا ليس على ما يرام تمامًا مع جين…ثم يأتي بول، كاتب النسخ الأحمر الكبير الذي يصبح أفضل صديق لتوشي. بشقته الفاخرة وشهواته الجائعة، يبدو بول وكأنه رمز لأمريكا نفسها – أرض تتسع بها الفضاءات لدرجة أنها تمتد إلى باقي العالم. عندما يذهب للتجول في منطقة المثليين في توكيو، يرافقه توشي بكل سرور، مقدمًا لبول أذنه الودية لشكواه حيال تركه له حبيب ياباني آخر. ويبدأ توشي، بحذر، في التحدث عن لوسي، الملحنة الساحرة ذات الرقبة الجميلة. يبدو أنها تحب توشي، لكن ربما يقرأ الإشارات الأمريكية بشكل خاطئ – مرة أخرى.
“رقبة أودري هيبورن: رواية” تجسد مغامرة ملحمية للبحث عن الهوية والمغامرة والحب في ظل الثقافات المتداخلة، مع وجود شخصيات معقدة وقصة مثيرة تأسر القلوب وتحرك العقول. تقدمها الكاتب آلان براون بأسلوب سلس ومشوق، يجعل القارئ يعيش كل لحظة من أحداثها بكل تفاصيلها الساحرة.