“ارفع كل صوت: تحويل محنة حقوق المدنيين إلى رؤية جديدة للعدالة الاجتماعية” هو عنوان الكتاب الذي كتبته لاني جونيير. يروي هذا الكتاب قصة ملحمية للمعاناة والتحديات التي واجهتها لاني جونيير بعد ترشيحها لمنصب مساعد وزير العدل لشؤون الحقوق المدنية في العام 1993. فقد أثار ترشيحها جدلاً واسعاً، حيث اندلعت عاصفة من الانتقادات من قبل الجماعات اليمينية التي لقبتها بـ “ملكة الحصص”، معتبرة أفكارها التي عبرت عنها في منشوراتها بأنها مثيرة للجدل ومفهومة بشكل خاطئ. وفي مواجهة هذه المعارضة المنظمة، قرر الرئيس كلينتون سحب ترشيحها دون منحها فرصة للدفاع عن نفسها، مما أدى إلى إضعاف الحركة النضالية من أجل حقوق المدنيين.
تعتبر هذه السيرة الذاتية السرد الداخلي الحقيقي لما حدث خلف أبواب مغلقة، حيث تكشف لاني جونيير عن كواليس القرارات في البيت الأبيض ووزارة العدل ومجلس الشيوخ الأمريكي. وبتفاعل شديد مع خطأها الشخصي وفهمها الحاد لأجندات مناهضيها، تظهر جونيير كيف تخلّى الرئيس كلينتون عن أجندته الطموحة لحقوق المدنيين بمجرد أول انتقاد يطرأ عليه من وسائل الإعلام والكونغرس. وتشير جونيير إلى أن هذا الانحدار كان كارثياً لحركة حقوق المدنيين.
ولكن الكتاب لا يقتصر فقط على حادثة ترشيح لاني جونيير، بل يقدم نظرة شاملة على الماضي والحاضر والمستقبل لحقوق المدنيين في أمريكا. إنها قصة عن المعارك التي خاضها رجال ونساء يؤمنون بشكل أساسي بوعد المبادئ الأمريكية ويعملون بناءً على هذا الاعتقاد في حياتهم اليومية. ويستعرض الكتاب بشكل استثنائي كيفية اكتساب حركة حقوق المدنيين لقوتها من شجاعة الأشخاص “العاديين” الذين يقفون ضد الأوضاع المخيفة من أجل ما هو صحيح، ومن التزامهم بجعل التغيير يحدث من الأسفل إلى الأعلى، مع الاعتماد على حكمة والمنطق السليم لأولئك على مستوى العشب.
ويختتم الكتاب بدعوة مجددة لاني جونيير لإجراء حوار وطني حول قضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، ومن المؤكد أن هذا الكتاب الذي يثير التفكير سيشعل نقاشاً واسعاً.