في صيف عام 1944، وسط أجواء الحرب العالمية الثانية التي كانت تشهد طغيان النازية في أوروبا، ألقى الرايخ الثالث بوحشية الحرب على مدن الحلفاء، سارعت الأنظار إلى سماء لندن بترقب وخوف. كانت هناك ظاهرة جديدة تمامًا، طمرت سماء المدينة بظلالها الظلامية – صواريخ V-2 الألمانية، التي أحضرت معها الرعب والتهديد إلى قلب الإمبراطورية البريطانية.
“صواريخ هتلر: قصة الـ V-2s”، هو عمل استثنائي للكاتب نورمان لونجميت، الذي تميز بروح الباحث التاريخي والسرد الشيق. يعتبر هذا الكتاب مصدرًا قيمًا يروي بتفصيل شديد قصة تطوير واستخدام أول صاروخ باليستي في التاريخ، والذي كانت إنتاجية ألمانيا النازية، تحت إشراف المهندس الفضائي المبدع فون براون، والتي أطلقت عليه اسم “فيرجلنغسيلفرتونج 2” أو الـ V-2.
تتناول صفحات الكتاب الزمنية بشكل دقيق، بدءًا من الجهود البشرية الرامية لتطوير تلك التكنولوجيا المدمرة، وصولاً إلى لحظة التفجير الأولى لها. يسلط لونجميت الضوء على الآثار الكارثية لهذا السلاح الفتاك على المدن والمدنيين، مما يضيف إلى المأساة البشرية في تلك الفترة الصعبة.
تتميز الكتابة بلغة أدبية رائعة، حيث يقدم الكاتب الحقائق والتفاصيل بأسلوب يشبه روح الرواية الواقعية. ينقلنا نورمان لونجميت بأمان إلى ذلك الزمان الصعب، حيث كانت السماء مليئة بالصواريخ والأمل يتضاءل يومًا بعد يوم.
من خلال رؤية المراجعة لمورغان بيل، يظهر وضوحًا أن هذا الكتاب ليس مجرد سجل تاريخي، بل هو قطعة أدبية فريدة من نوعها. يعكس المراجع أهمية العمل وقيمته الثقافية، حيث يبرز الكاتب الأحداث والشخصيات بشكل مؤثر، مما يشد انتباه القارئ ويعزز فهمه لهذه الفترة الحرجة في تاريخ الإنسانية.
في النهاية، يعتبر “صواريخ هتلر: قصة الـ V-2s” عملًا لا يُفوّت لكل من يهتم بالتاريخ العسكري وتأثير التكنولوجيا على الحروب. يترك القارئ وقت القراءة متسائلاً عن العواقب البعيدة لهذه الأحداث وكيف يمكن للإنسان أن يستفيد من دروس الماضي في تشكيل مستقبل أفضل.