في رحاب تاريخ الصومال العريق وعند النظر إلى رسالة زعماء الصومال إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي في عام 1837م، يظهر أمامنا لوحة تاريخية غنية بالأحداث والتفاصيل التي تشكل نسيجاً معقداً من الأحداث والتبادلات الثقافية والسياسية في تلك الفترة الزمنية. يقوم الكتاب بفضح العديد من الجوانب المجهولة والغامضة لتلك الحقبة الزمنية، حيث يتناول مراسلة زعماء الصومال الى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، زعيم إمارة الشارقة في تلك الفترة، كوثيقة تاريخية تحمل في طياتها قصة العلاقات الثنائية بين الصومال والشارقة في تلك الفترة الزمنية.
تمتد صفحات الكتاب على 47 صفحة، وتشكل موجزاً مكثفاً للأحداث والمعلومات المتعلقة بالرسالة المذكورة. يقدم الكتاب نظرة شاملة حول السياق التاريخي لتلك الحقبة، مع التركيز على الأحداث الرئيسية التي أدت إلى كتابة هذه الرسالة وتبادلها بين الزعماء الصوماليين والشيخ سلطان بن صقر القاسمي.
من الملاحظ أن الكتاب لا يحمل توقيع مؤلف محدد، مما يشير إلى أنه قد تم تجميعه من مصادر متعددة أو ربما يكون نتاجاً لجهود فريق بحث متخصص في ميدان الدراسات التاريخية. يظهر ذلك في طابع الشمولية والاعتناء بالتفاصيل الدقيقة التي تجعل القارئ يعيش تلك الفترة التاريخية بشكل واقعي ومفصل.
تأتي الرسالة في سياق تطور العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين الصومال والشارقة، حيث تبرز التحديات والمكاسب التي أتت بها هذه العلاقات. كما يتناول الكتاب الشخصيات الرئيسية والأحداث الرئيسية التي أثرت في كتابة هذه الرسالة، مما يضفي على القارئ فهماً أعمق للسياق التاريخي الذي أطلقت فيه تلك الكتابة.
يتناول الكتاب أيضاً طابع النشر والإصدار، حيث يتضح أنه صدر عن “منشورات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية”، مما يعزز قيمة الكتاب كمصدر موثوق ومدروس. الغلاف العادي يعكس ربما التركيز على جوانب العمق التاريخي والمعرفة، حيث يعكس البساطة والجمال الذي يكمن في محتوى الكتاب.
في نهاية اليوم، يبرز هذا الكتاب كمصدر لا غنى عنه لكل مهتم بالدراسات التاريخية، حيث يقدم للقارئ فرصة لاكتساب فهم أعمق للتبادلات الثقافية والعلاقات السياسية بين الصومال وإمارة الشارقة في تلك الفترة التاريخية المثيرة.