في رسالة الحكمة العرشية، يظهر صدر الدين الشيرازي كشخصية محورية تجسد حركة فكرية فلسفية عميقة. لقد كانت له الأثر الكبير في إعادة تنشيط القول الفلسفي وتحديثه، حيث قام بإدخال العديد من المسائل التي لم تكن معروفة سابقًا. ومن خلال ذلك، فتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين، مثبتًا بذلك أن الفلسفة الإسلامية لم تغادر العالم العربي مع ابن رشد إلى أوروبا. بل بقيت جزءًا حيويًا من هذا العالم، حيث واصلت تطوير فكرها وتشكيل مشروعًا فلسفيًا ناضجًا في الجزء الشرقي من الأمة الإسلامية.
إن دار المعارف الحكمية، وفي إطار رؤيتها الثاقبة، قامت بفهم ضرورة إعادة إحياء دور صدر الدين الشيرازي وتفعيله في سياق المكتبة العربية. وذلك نظرًا للضرورات التاريخية والمنهجية والعلمية التي تحملها هذه الشخصية الفلسفية. ومنذ انطلاقها، عملت دار المعارف الحكمية بجدية على الكشف عن جوانب هذه الفلسفة وتسليط الضوء على إرثها الفكري.
واليوم، تعلن دار المعارف الحكمية بفخر عن تقديم كتاب “رسالة الحكمة العرشية” إلى القارئ العربي. إن هذا الكتاب يمثل واحدة من الآثار الفكرية الرائدة التي تقدم فلسفة صدر الدين الشيرازي بلغة مكثفة وسلسة في الوقت ذاته. يتيح الكتاب للقارئ التعرف على أبرز أفكار هذا الفيلسوف، حيث يقدم رؤية شاملة لفلسفته ويفتح نوافذ الفهم نحو مفاهيمه العميقة.
“رسالة الحكمة العرشية” ليست مجرد كتاب فلسفي، بل هي عمل فريد يمتزج بين العمق الفلسفي والسهولة في التفاعل مع المفاهيم. يقدم الكتاب نحو 232 صفحة من التفكير العميق والتحليل الفلسفي، مما يجعله مصدرًا غنيًا للمهتمين بالتاريخ والجغرافيا والدراسات التاريخية.
تمثل دار المعارف الحكمية في معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية الناشر الموثوق الذي يسهم في إثراء المكتبة العربية بأعمال تستند إلى الفهم العميق للتراث الفلسفي والديني. ويأتي هذا الكتاب كإضافة قيمة لفهمنا للفلسفة الإسلامية وتاريخها، ويشكل مساهمة مهمة في إثراء المعرفة وتوسيع الآفاق الفكرية للقارئ العربي.