“رسائل من بومة” هو عمل يأخذنا في رحلة مثيرة إلى عالم غني بالمفاجآت والمغامرات، حيث يقوم عالم الحيوان ماكس تيرمان بمساعدة صغيرة بومة بقرارة قلب في إحدى حدائق مدينة كانساس. ينطلق تيرمان في مغامرة فريدة من نوعها، تختبر براعته العلمية وتقوده إلى ملاحظات استثنائية حول حياة البومة في البرية.
تروي “رسائل من بومة” قصة تيرمان ليس فقط تجاربه في رعاية الصغيرة “سترايبي”، البومة الجائعة التي قام بإنقاذها وتعليمها مهارات البقاء في حظيرته، ولكنه يصف أيضًا القلق والبهجة التي يشعر بها عندما يطلق رفيقه في عالم غير مؤكد. عندما شعر تيرمان بأن “سترايبي” تعرف كيف تتلقف فريستها، أطلق البومة حرًّا. كان بإمكان قصته أن تنتهي هنا، بدون أي فكرة عن مصير الطائر الصغير – لولا تجارب تيرمان مع علامات الراديو. من خلال تثبيت هذه العلامات على “سترايبي”، نجح في متابعة البومة في البرية ومشاهدة سلوك الفرد الذي رباه بأيديه في بيئته الطبيعية.
من خلال هذا الاستخدام الفريد لتقنية الراديو، قام تيرمان بتتبع “سترايبي” لأكثر من ست سنوات بعد مغادرة الطائر حظيرة العالِم واستقراره في الريف المحيط بسهول كانساس. أمدته البيانات التي قدمها الراديو بمعلومات حول نمط حياة البومة اليومي، من اللعب والصيد إلى الاستكشاف والحماية. كما سمحت له بمشاهدة اللحظات التي تعرض فيها “سترايبي” لمضايقة ومطاردة من قبل الغربان، وعندما شنت البوم الأخرى هجماتًا عنيفة، وحين ألقت عين “سترايبي” على عرائس الشريك المحتمل.
حتى الآن، كان يعتقد العلماء عمومًا أن البومة التي تربى على يد الإنسان تصبح غير ملائمة لمواجهة تحديات الحياة في البرية. يثبت بحث تيرمان خلاف ذلك. تجاوز “سترايبي” كل التوقعات من خلال أنها أصبحت مخلوقًا بريًا تمامًا ومستقلًا. ومع ذلك، ظلت “سترايبي” ودودة مع تيرمان، مما سمح للكاتب باستكشاف شيء نادراً ما يراه الإنسان في البوم: اهتمامًا دافئًا بالبشرية. يعيد تيرمان إحياء هذا الجانب من شخصية “سترايبي” بأسلوب ممتع ومعبر، ويصف بفكاهة وتعاطف التحديات اليومية لاستكشاف حياة “نمر الجناح الخفي.”
نُشرت العمل أصلاً في عام 1996، وتستخدم مكتبة الأثر الرائدة في جامعة برينستون أحدث تقنيات الطباعة حسب الطلب لإعادة إتاحة الكتب التي كانت غير متوفرة سابقًا من خلال الفهرس التاريخي الرفيع للصحافة الجامعية. تحافظ هذه الطبعات على النصوص الأصلية لهذه الكتب المهمة مع تقديمها في طبعات ورقية متينة ومقواة. هدف مكتبة برينستون للأثر الرائد هو زيادة الوصول إلى التراث العلمي الغني الموجود في الآلاف من الكتب التي نشرتها جامعة برينستون منذ تأسيسها في عام 1905.