في تاريخ 15 سبتمبر 2006، أجرت الولايات المتحدة الأمريكية رحلة فضائية مميزة تحمل رمز STS-115/12A، وتمتد مدة هذه الرحلة الفضائية الاستثنائية لمدة 402 ساعة. كانت الطاقم المكون من جو تانر وهايدي ستيفانيشن-بيبر يقوم بمهمة استكشافية تتمحور حول الخروج في الفضاء الخارجي من محطة الفضاء الدولية.
الهدف الرئيسي لهذه الرحلة كانت القيام بنشاطات خارجية على محطة الفضاء الدولية (ISS)، حيث تم استرجاع تجربة MISSE-5 وتركيب حواجز للبراغي على هياكل P6 beta gimbal struts. ورغم جهود الطاقم، إلا أنهم واجهوا تحدياً في قفل مفصل P6 beta gimbal strut. علاوة على ذلك، نجحوا في تحرير حبل الربط الذي انغرست عجلة النقل المتنقل فيه.
وفي سياق متصل، تمت عملية إطلاق قيود إطلاق التبريد للمشع P4 radiator، وتم تجهيز اثنين من الحواجز للقدم للرحلة 12A.1. وبالرغم من كل الجهود، إلا أن نفاد الوقت حال دون إكمال تثبيت مصراع الهوائي اللاسلكي للوحدة العلوية والتصوير بالأشعة تحت الحمراء لهوائي المحطة الفضائية الدولية والمشع.
تأتي هذه الرحلة في إطار برنامج مكوك الفضاء، الذي يعد ركيزة أساسية في استكشاف الفضاء والتطور التكنولوجي. يعكس الجهد الضخم الذي بذله الطاقم والتحديات التي واجهوها الالتزام الكامل بأهداف البعثة والبحث المستمر عن تحسين الأنظمة والتقنيات الفضائية.
في إطار الأنشطة الفنية والهندسية المنفذة خلال الرحلة، تم تحديث الإلكترونيات واستبدال هوائي S-band، مما يسهم في تعزيز أداء الاتصالات. ولتعزيز استقرار أنظمة الاتصال، تم تثبيت درع حراري على إلكترونيات هوائي Ku-band.
وتمثل الصور بواسطة كاميرا الأشعة تحت الحمراء لحافة الجناح الرئيسي للمكوك الفضائي مساهمة قيمة في فهم حالة الأجزاء الحيوية للمركبة أثناء الرحلة. ورغم الجهود الكبيرة، إلا أن نفاذ الوقت منع الفريق من إكمال تثبيت هوائي الاتصال اللاسلكي للمختبر وتصوير الأجزاء الداخلية للمحطة الفضائية الدولية بواسطة الأشعة تحت الحمراء.
تكمن قيمة هذه الرحلة في توفير بيانات غنية للعلماء والمهندسين لفهم أعماق الفضاء وتحسين الأداء التكنولوجي والأمان للرحلات الفضائية المستقبلية. تعتبر مساهمة الطاقم وتحدياتهم في هذه الرحلة الفضائية خطوة هامة نحو توسيع آفاق الاستكشاف الفضائي والاستفادة الأمثل من المحطة الفضائية الدولية لأغراض البحث العلمي وتطوير التكنولوجيا الفضائية.