في خضم فجر الربيع، وتحديدًا في الخامس من نوفمبر عام 2013، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية حدثًا فضائيًا استثنائيًا حينما أطلقت بعيدًا عن الأرض مركبة الفضاء المتطورة “ISS Incr-35” في إطار برنامج استكشاف الفضاء. وكانت هذه الرحلة الفضائية ذات البُعد الفائق تحمل على متنها فريقًا مميزًا من رواد الفضاء، حيث ضمت الطاقم كل من “كريس كاسيدي” و “توم مارشبورن”.
وتأتي هذه البعثة ذات الطابع الاستثنائي بمدة استمرار تجاوزت الـ 331 يومًا، خلالها قام الفريق بأداء مهمة حيوية لصيانة وترقية الهيكل الأساسي لمحطة الفضاء الدولية. وكانت الغاية الرئيسية وراء هذه الرحلة هي استبدال وحدة تحكم تدفق السوائل في مضخة نظام التبريد بوحدة جديدة، نظرًا لوجود تسرب في نظام التبريد. وبعد إتمام هذا الإصلاح الحيوي، قام الطاقم بتخزين الوحدة القديمة بعناية، حيث تُعد هذه العملية جزءًا من إستراتيجية إدارة الموارد الفضائية المستدامة.
وتجلى إلتزام الفريق بتحقيق أقصى درجات الأمان والكفاءة في هذه المهمة الحساسة من خلال أداء عملية تسخين باستخدام الأمونيا، وذلك لضمان عملية تجفيف فعالة لأنظمة التبريد وضمان استمرار تشغيلها بكفاءة عالية.
وكما يُلاحظ، كان عام 2013 هو العام الذي تألقت فيه محطة الفضاء الدولية ببريق خاص، وذلك ضمن إطار برنامج ISS الذي يعد ركيزة أساسية لاستكشاف الفضاء والبحث العلمي في بيئة فضائية فريدة من نوعها. وقد شكلت هذه الرحلة الفضائية نقطة تحول هامة في تطور المحطة، حيث أسهمت في تعزيز قدرتها على تحمل التحديات والمهام المعقدة.
إن هذه الروح الباحثة والإنجاز العلمي الذي شهدته رحلة ISS Incr-35 يظل خالدًا في تاريخ الاستكشاف الفضائي، حيث تجسدت فيها الإرادة البشرية والتفاني في مواجهة التحديات الفنية والهندسية في سبيل استكشاف الأفق اللامتناهي للكون.
في النهاية، تبقى هذه الرحلة الفضائية علامة فارقة في مسيرة الإنسان نحو النجاح والتفوق في عالم الفضاء، حيث تستمر المحطة الدولية في تحفيز العلماء والمهندسين على تقديم الأفضل لضمان استمرارية الإنسان في الاستفادة من فوائد الفضاء وتحقيق التقدم العلمي الذي لا يعد ولا يحصى.