في “مصدر الضوء”، الجزء الثاني من ثلاثية عائلة مايفيلد المحمودة بشدة “دائرة عظيمة”، نجد أنفسنا أمام أحداث مثيرة ومعبأة بالعمق، والتي تأتينا على يد أحد كنوز الأدب الأمريكي، رينولدز برايس. يعتبر هذا العمل بذاته رواية مستقلة عن “سطح الأرض”، لكنه يواصل سرد قصة عائلة مايفيلد، مركزًا هذه المرة على شخصية هاتشينز مايفيلد.
في هذا الجزء، يركز برايس على رحلة هاتشينز، الذي يتطلع إلى معرفة ذاته، مما يدفعه لمغادرة حياته الآمنة كمعلم في مدرسة إعدادية، ويقوده في رحلة إلى جامعة أكسفورد وإيطاليا للدراسة والكتابة. يعود هاتشينز إلى وطنه في مواجهة أزمة عائلية، ولكنه في نهاية المطاف يعود إلى إنجلترا، حيث يصل إلى نضج يمكنه من التعامل مع التزاماته والتخليات، وصولًا إلى إنشاء جدول أعمال شخصي صادق.
في “مصدر الضوء”، يمزج رينولدز برايس بين الجدية والطفو، وبين الإحساس الأسطوري بالماضي وألغاز المكان، ليخلق لوحة شاملة للعالم الغريب والمتنوع الذي يسافر فيه الإنسان في سعيه لتحقيق ذاته. يقدم الكاتب رؤية مدهشة للبحث عن الوفاء الذاتي والوفاء للتزامات الحياة، وينسج قصة مثيرة مليئة بالمفارقات والتحديات.
“مصدر الضوء” يندرج تحت فئة الأدب الروائي الأدبي، حيث يتميز بأسلوبه السلس والمحكي الأدبي العميق، مما يعزز مكانته كتحفة أدبية. تم نشر هذا العمل بواسطة دار النشر سكريبنر في مايو عام 1995، مما يؤكد على استمرارية تأثيره عبر الزمن.