في روايته الرائعة “بيوت وراء الأشجار”، يقدم الكاتب محمد البساطي لقارئه لوحة حميمة وعاطفية ترتبط بأحداث كارثة عام 1967 في مصر. تتناول الرواية بشكل مؤثر وعاطفي حادثة هجر أهل بورسعيد لمدينتهم الجميلة، وتأخذنا في رحلة عبر قصة المركب الذي يحمل اسم “سعدية”، الجميلة ذات الوجه الصبوح والقوام الفارع، والتي تنقلب حياتها رأسًا على عقب بسبب هذه الكارثة.
تتميز بيوت البلدة الصغيرة التي تحتضن اللاجئين بالاختباء وراء أشجار الكافور، حيث تتكشف المأساة وتندمج مع جدران البيوت. يتناول الكاتب ببراعة الشخصيات وأوجاعها، فنجد مسعد الجزار، زوج سعدية، يحتمي في حجرة عنتر كمكان للتأمل والتفكير في مجريات الحياة. وفي هذا السياق، يظهر الفتى المراهق وهو يتجوّل عرض أشجار الكافور، يحمل عبء المأساة والفقدان على عاتقه.
تتسم الرواية بأسلوب سردي متقن يأسر القارئ وينقله إلى عالم الأحداث بشكل ملموس. تمتد صفحاتها لتصل إلى 128 صفحة، وقد أبدع الكاتب في رصد تفاصيل الحياة في البلدة الصغيرة وكيف أثرت الكارثة على حياة أبطال الرواية.
تاريخ النشر في عام 2000 من قبل دار الآداب يعكس التفاعل الأدبي مع الأحداث التاريخية والاجتماعية. يظهر الغلاف الورقي للكتاب كعنصر جذاب يثير فضول القارئ ويدفعه لاستكشاف عوالم الحكاية المختبئة خلفه.
تُصنف الرواية تحت فئة الأدب والخيال، وتحديداً في فرع الروايات. تميزها بغلافها الورقي الذي يعكس الجمال والغموض، مما يجعلها قطعة فنية تحمل في طياتها لحظات حزن وأمل تتناقلها شخصياتها المؤثرة.