في كتاب “الكركنج الأحمر، والقمامة البيضاء، واللاغون الأزرق: أمريكا جو كوينان”، يأخذنا الناقد جو كوينان في رحلة فكاهية ومفعمة بالحيوية إلى عمق ثقافة البوب الأمريكية، حيث يستكشف الجوانب المظلمة والمضحكة والمفاجئة للثقافة الشعبية في أمريكا خلال فترة امتدت لـ 18 شهرًا.
في ربيع عام 1996، يتخذ كوينان قرارًا مصيريًا لاستكشاف عالم الفن الشعبي الأمريكي، حيث يشتري تذكرة بنصف السعر لحضور مسرحية “القطط” التي كان يتجنب مشاهدتها. ومن هنا تبدأ رحلة كوينان في عالم البوب الأمريكي، حيث يكتشف العديد من المفاجآت والتحولات الغير متوقعة.
بداية، يجد كوينان الكثير مما كان يتوقعه، فتجاربه مع أعمال فنية مثل موسيقى جون تيش في قاعة كارنيجي، وأفلام مثل “النبوءة السماوية” و”المهرج الذي يتكلم مع الخيول”، تثبت له أن الثقافة الشعبية قد تكون ساذجة للغاية.
ومع ذلك، ما يميز الكتاب هو تطور وتغير مواقف كوينان تجاه هذه الثقافة، حيث يبدأ في الاستمتاع بأشياء كان يعتبرها سابقًا ساذجة وغير مرغوب فيها، مثل حفلات باري مانيلو وعروض جولي أندروز وليزا مينيلي وراكيل ويلش في فيكتور/فيكتوريا. يتغير حتى ذوقه الغذائي، حيث يجرب الأطباق في مطاعم مثل أوليف جاردن.
تعتبر رحلة كوينان داخل عالم الثقافة الشعبية الأمريكية مثل رحلة استكشافية، حيث يتخطى الحدود المألوفة ويكتشف جوانب جديدة ومفاجئة للثقافة الشعبية. وعلى الرغم من تجاربه الساخرة والمثيرة للدهشة، إلا أنه ينجح في العودة إلى الحياة الثقافية “المدنية” بطريقة ملحمية، تشبه روايات الاكتشاف والمغامرة كـ “رحلة كروزو” و”مغامرات ماركو بولو” و”رحلات جوليفر” و”عائلة روبنسون السويسرية”، بل ربما تفوقها قليلاً.
“الكركنج الأحمر، والقمامة البيضاء، واللاغون الأزرق: أمريكا جو كوينان”، يقدم للقارئ لمحة فريدة وساخرة عن الثقافة الشعبية الأمريكية، بأسلوب يجمع بين السخرية والفكاهة والتأمل في الطبيعة البشرية وتفاعلها مع الفن والثقافة.
وتُنشر هذه الأعمال الفكاهية والمفكرة من قبل “هاشيت بوكس” في إبريل من عام 1999.