في “أخبار الرازي” للكاتب أيمن الدبوسي، يُلقي القارئ نظرة فاحصة على عالم مستشفى الرازي، والذي يظهر كمكان لا يُتوقع وجود مجانين فيه. تتشكل الصورة التي يرسمها الدبوسي بأسلوبه السلس والمتقن كصورة تعكس البؤس والتشرد.
يبدأ الكاتب بوصف المكان بأنه موحش ومكان يبعث على الاكتئاب، حيث يتناثر فيه الفقراء والمدمنون والعراة، وهم يفرون من تحديات الحياة مثل العمل والعائلة والزواج، وحتى الجنون. يتعامل الدبوسي ببراعة مع الصور البصرية والوصف الحسي لينقل تلك الأجواء الكئيبة والمرهقة.
التركيز ينقلب إلى شخصية محمد علي، الشاب الفصامي الذي يبتسم باستمرار. هنا يظهر تناقض الحياة في المستشفى، حيث يُقابل البؤس بابتسامة فصامية، مما يجعلها لحظة تستحق التأمل. يُبرز الدبوسي الجمال في الغرابة، وكيف يمكن أن يكون الفصام مصدرًا للجمال والفرادة.
مع وجود أكثر من 800 كلمة في هذه الوصف اللامع، يتيح الدبوسي للقارئ استكشاف عوالم البؤس والجمال في قلب مستشفى الرازي. يرافق القارئ في رحلة فريدة ومثيرة، حيث يستكشف الأدب الواقعي والخيال المظلم في هذا العمل الأدبي البارز.