في “من خبايا الذاكرة”، يأخذنا الكاتب الرائع الياس عجاقة في رحلة استثنائية إلى عالم من التنهيدات الأرامل وحشرجات الرجال وأنين الأطفال. يقدم لنا عمقًا فريدًا في ملحمة الحياة التي عاشها، حيث يروي لنا قصة زمن تميز بالقمع والقهر والبؤس.
عشنا معه في هذا الزمن الصعب الذي انعدمت فيه الحقوق والعدالة، حيث كانت القوافل تسيطر على الحياة الإنسانية بمدى وحشية لا مثيل له. يستعرض الكاتب لنا تفاصيل هذه الفترة الصعبة بأسلوبه السلس والشيق، مأخذًا بنا في رحلة تاريخية تجسدت فيها المعاناة والتحديات.
وفي هذا الزمن الصعب، كانت الحياة تتحول إلى لوحة فنية يرسمها الياس عجاقة بألوان من الواقع والخيال. يقدم لنا الكاتب نافذة إلى عقله وذاكرته، حيث يتنقل ببراعة بين لحظات اليأس والأمل، ويكشف لنا عن تفاصيل مدهشة من تلك الفترة المحفورة في ذاكرته.
تتجلى قوة الرواية في كيفية تشكيل الزمان والمكان، حيث ينسج الكاتب أحداثه ببراعة فائقة، مما يجعل القارئ يعيش اللحظات كأنه حاضر في ذلك الزمن الصعب. تتألق الصفحات بتفاصيل حياة ياسر عجاقة، وتتحدث عن تحولاته وتجاربه بطريقة تلامس وتعبر عن الإنسانية بشكل عام.
“من خبايا الذاكرة”، الذي نشرته دار الفارابي للنشر والتوزيع في عام 2015، يمثل تحفة أدبية في فئة الأدب والخيال. تأتي الرواية في غلاف عادي يعكس بساطة وقوة القصة التي تحملها صفحاتها ال264.
في ختام الأمر، يظهر الكتاب كقطعة أدبية فريدة تأسر القلوب وتنقل القارئ إلى عالم مليء بالمشاعر والتجارب الإنسانية، مما يجعله لا غنى عنه في مكتبة كل عاشق للأدب والتاريخ.