“عيون على عصر: أربعة عقود من الصحافة الفوتوغرافية لإيرفين هابرمان”
يُعتبر كتاب “عيون على عصر” عملاً استثنائياً يلقي نظرة فاحصة وذات طابع الحنين على أمريكا من خلال عدسة أحد أبرز الصحفيين الفوتوغرافيين، إيرفين هابرمان، خلال العقود التي صاغت العصر الحديث. من الحرب العالمية الثانية إلى فيتنام، من روزفلت إلى نيكسون، توازي وثائق هابرمان للشخصيات والأحداث الهامة إلى جانب تصويره الفريد للأفراد العاديين – في صراعاتهم، وتطلعاتهم، وانتصاراتهم.
ينظم الكتاب حسب العقود، ويتم سرده بواسطة الصحفي والصديق الطويل الأمد لهابرمان، والتر كرونكايت، الذي يضفي منظورًا فريدًا على هذه النظرة الفوتوغرافية للحياة الأمريكية. وتعود الفضلات إلى مايلز بارث، المحرر الذي يعيد بناء أهمية هابرمان في صحافة الصور، من أيامه كمساهم في الصحف والمجلات إلى نشاطاته كروائي للعصر التلفزيوني الناشئ في دوره كمصور في CBS.
“عيون على عصر” ليس مجرد كتاب، بل هو رحلة زمنية فريدة تأخذ القارئ في جولة تاريخية مصوّرة، تتنوع بين اللحظات الكبرى والتفاصيل اليومية، مما يسلط الضوء على لحظات القوة والضعف، والتغيرات الكبيرة والصغيرة في نسيج الحياة الأمريكية. يقدم الكتاب نافذة فريدة للمشاهد الفريدة التي شهدتها تلك العقود المحورية، ويظهر كيف كانت عدسة هابرمان ترصد لحظات الجمال والمأساة على حدٍ سواء، مما يجعلها قطعة أثرية لا تقدر بثمن في تراث الصور الفوتوغرافية.
تتنوع مواضيع الكتاب بين السياسة والتاريخ والتصوير الفوتوغرافي، حيث يسلط الضوء على التأثير الفعّال الذي قدمه هابرمان من خلال عدسته في تسليط الضوء على لحظات الفارق والتحولات الرئيسية في مسار الأمة الأمريكية. يعتبر الكتاب مرجعًا هامًا لعشاق الفن الفوتوغرافي والتاريخ على حد سواء، حيث يقع في محور التقاط اللحظات التاريخية بشكل فني ومهني.
يتيح للقارئ استكشاف أعماق التاريخ الأمريكي من خلال عدسة هابرمان، الذي كان له دور فعّال في تشكيل الرؤية الجمالية والوجدانية لفترات حاسمة في تطوير الأمة. يُظهر الكتاب كيف أصبحت صور هابرمان شاهدًا لا يُنكر على الأحداث الكبرى، وكيف استطاع أن يخلق تأثيرًا فنيًا وتأريخيًا يتجاوز حدود الزمان والمكان.