في الخامس من فبراير عام 1990، وتحديدًا في رحلة فضائية نفذتها روسيا، تم استخدام مركبة الفضاء “سويوز تي إم-8″، وقد استمرت هذه الرحلة لمدة 225 يومًا متواصلة. كانت الطاقم المكون من الرواد ألكسندر فيكتورينكو وألكسندر سيريبروف، وكان الهدف الرئيسي للرحلة هو فحص واختبار “كفانت 2 إيرلوك” بالإضافة إلى نظام “أورلان دي إم إيه الجديد”.
تمت خلال هذه الرحلة تنفيذ مهمة فضائية هامة وفريدة من نوعها، حيث تم ربط نظام التحكم الحركي الذي يعرف بـ “إم إم يو” بشكل محكم بطن الفضائية لمدة تجاوزت الـ 93 دقيقة، وتمت خلال هذا الربط تحريكه بتوجيهه إلى مسافة تصل إلى 45 مترًا. كما تم تجربة مستشعر الإشعاع “سبين-6000” المثبت على نظام التحكم الحركي، والذي قام بتسجيل البيانات ذات الصلة خلال هذه العملية الفضائية المثيرة.
تاريخ هذه الرحلة يعتبر جزءًا لا يتجزأ من برنامج المحطة الفضائية “مير” الروسية، الذي كان يستمر في استكشاف واستكمال أبحاثه العلمية في الفضاء. وتأتي هذه الرحلة ضمن سلسلة من المهام الفضائية التي نفذها الرواد الروس لتحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي في مجال الفضاء.
تجسد هذه الرحلة الفضائية تطور التكنولوجيا الفضائية الروسية في تلك الفترة، حيث تم استخدام مركبة الفضاء “سويوز تي إم-8” بنجاح لتحقيق أهداف علمية دقيقة. وتعكس أيضًا مدى التحضير والتخطيط الدقيق الذي تم اتباعه في هذه الرحلة لضمان سلامة الطاقم ونجاح المهمة بأكملها.
تجاوزت هذه الرحلة الحدود الجغرافية للأرض، مما جعلها إنجازًا علميًا وتقنيًا يعزز مكانة روسيا في مجال الاستكشاف الفضائي. كما أسهمت في تطوير تقنيات الربط والتحكم الحركي في الفضاء، مما فتح الباب أمام إمكانيات جديدة للاستكشاف الفضائي والبحث العلمي.