في العشرين من ديسمبر عام 1977، قامت روسيا برحلة فضائية مميزة تستحق التسجيل في سجلات التاريخ الفضائي. كانت هذه الرحلة باستخدام مركبة الفضاء “سويوز 26″، وشملت فترة تواجد في الفضاء استمرت لمدة 88 يومًا. الطاقم المكون من الرواد يوري رومانينكو وجيورجي جريتشكو، قادوا هذه البعثة الفضائية الهامة.
كانت الغاية الرئيسية لهذه الرحلة الفضائية هي فحص وتفتيش وحدة الوصل. تم أداء فحص دقيق للوحدة المتصلة بها، حيث قام الطاقم بتفحص جميع الأجزاء بعناية فائقة للتحقق من سلامتها وجاهزيتها للمهام الفضائية المستقبلية. وكان لديهم أيضًا هدف إضافي مهم، وهو اختبار البذل الفضائية الجديدة من طراز “أورلان دي”. هذه التجربة كانت حاسمة لضمان أمان وفعالية البذل في بيئة الفضاء.
خلال هذه الرحلة، تمت مواجهة حادثة حرجة كادت أن تكون مأساوية. حيث قام جيورجي جريتشكو بإنقاذ يوري رومانينكو من الفقدان غير المرتبط أثناء خروجه من وحدة الهواء في الفضاء. هذه اللحظة البطولية أظهرت التنسيق والتفاني الذي يجب أن يتحلى به رواد الفضاء في وجه التحديات غير المتوقعة.
من الجدير بالذكر أن الطاقم كان دائماً متصلًا ببعضهم البعض عبر أنظمة الربط والأنابيب، حيث كانوا مرتبطين ببعضهم بشكل دائم عن طريق الأومبيليكالز. هذا الاتصال الثابت كان ضروريًا لضمان سلامة الطاقم في الفضاء الخارجي وتجنب أي حوادث غير مرغوب فيها.
تمت هذه الرحلة الفضائية في إطار برنامج “ساليوت”، الذي كان يهدف إلى استكشاف واستغلال الفضاء الخارجي لأغراض علمية وتكنولوجية. كانت هذه الرحلة جزءًا من سلسلة من المهام التي قام بها الفضائيون الروس لتطوير وتحسين التكنولوجيا الفضائية واستكشاف الفضاء بشكل متقدم.
بهذا الإنجاز البارز، أضاف الطاقم الروسي إلى تاريخ الاستكشاف الفضائي إنجازًا جديدًا، حيث جمعوا بين المهام الفحص الدقيق واختبار التكنولوجيا الجديدة والتصدي للتحديات الطارئة في بيئة الفضاء.