في الخامس عشر من ديسمبر عام ٢٠٠٠، تحلقت مركبة فضائية من طراز “سويوز تي إم-٣٠” في سماء روسيا، حاملة معها مهمة فضائية استثنائية على متنها. كان الطاقم المؤلف من الرواد سيرغي زاليتين وألكسندر كاليري هما الشخصيتان الرئيسيتان في هذه الرحلة الفضائية البارزة، التي استمرت لمدة ثلاثمائة وثلاثين يومًا مليئة بالمهام الهامة والفحوصات الدقيقة على محطة الفضاء مير.
الغرض الرئيسي من هذه الرحلة الفضائية الرائعة كان فحص وتصوير الضرر الذي لحق بكابل الطاقة الشمسية على وحدة “كفانت-١”، الذي تسبب في اختلال في الدائرة الكهربائية. وقد قام الطاقم بتجربة مواد إصلاح الختم المستخدمة لإصلاح التسريبات في الوحدة، حيث قاموا بتطبيقها على لوحة عينة للتحقق من كفاءتها.
تميزت هذه الرحلة أيضًا بعمليات استرجاع لوحة اختبار الطاقة الشمسية من وحدة الربط بين المركبة الفضائية ومحطة الفضاء، والتي تعد أمرًا فريدًا ومميزًا لهذه البعثة. كما أجريت فحوصات وتصوير عام لصحة هيكل محطة مير من الخارج، حيث تم توثيق الحالة العامة للمحطة من خلال بانوراما مذهلة تمثل لوحة فنية تحمل تفاصيل دقيقة حول حالة المحطة وأجهزتها في تلك الفترة الزمنية.
إن هذه الرحلة الفضائية لها أهمية فائقة، حيث تمكن الطاقم من تقديم مساهمات قيمة لصيانة وتحسين أداء محطة الفضاء مير، وذلك من خلال التدقيق الدقيق والتجارب العلمية التي أجروها. وبهذا، أضافوا فصلاً جديدًا إلى سجل الرحلات الفضائية، مسجلين إرثًا علميًا وتقنيًا يظل باقيًا في تاريخ استكشاف الفضاء.