في الحادي عشر من إبريل عام 1987، شهدت روسيا إنجازاً فضائياً ملحوظاً من خلال رحلة فضاء استثنائية باستخدام المركبة الفضائية “سويوز TM-2”. كانت هذه الرحلة ذات أهمية كبيرة في إطار برنامج “مير” الفضائي، حيث شارك فيها طاقم مميز يتألف من الرواد يوري رومانينكو وألكسندر لافيكين.
تمتد مدة الرحلة الفضائية لهذا الحدث التاريخي إلى 219 يومًا، خلالها قام الطاقم بتنفيذ مهمة حيوية لاستعادة التواصل بين وحدتي “كفانت” و”مير” عبر إزالة الحطام الفضائي الذي كان يعيق الاندماج بينهما. تجسدت أهمية هذه البعثة في التحكم في الذراع الآلية للمركبة الفضائية بشكل مؤقت لزيادة المسافة بين “كفانت” و”مير”، وذلك لتمكين الوصول اليدوي إلى الحطام.
من بين التحديات التي واجهها الطاقم في هذه الرحلة كانت تجربة يوري رومانينكو لتحديد موقفه في البدلة الفضائية. حيث قام بتجربة وضعية جديدة للبدلة الفضائية بهدف تحقيق استقرار أفضل، لكنه واجه صعوبات في تحقيق هذا الهدف على الفور.
يُشير الغرض الرئيسي لهذه الرحلة إلى أهمية إزالة الحطام الفضائي، والذي كان يعد عائقاً لاستعادة القدرة على الربط بين وحدتي “كفانت” و”مير”. تمثلت فعالية الذراع الروبوتية في زيادة المسافة بين هاتين الوحدتين بشكل مؤقت، مما فتح المجال للوصول اليدوي وإزالة العوائق.
تعتبر هذه الرحلة الفضائية في إطار برنامج “مير” عاملًا حاسمًا في تطوير التكنولوجيا الفضائية واستكشاف البيئة الفضائية. كما أضافت إلى سجل الإنجازات الفضائية الروسية، وتعكس التحديات التي تواجه الرواد في بيئة فضاء قاحلة ومعقدة.