رواية “أي شيء يعتبر” من تأليف بيتر مايل هي عمل أدبي يأخذنا في رحلة فريدة إلى عقلية شخصية معقدة ومليئة بالمفارقات. الرواية تروي قصة بينيت، الإنجليزي المغترب الذي يعيش في فرنسا، الذي يتمتع بذوق رفيع لكن ميزانيته المصرفية تكاد تكون معدومة.
يبدأ بينيت رحلته بترك حياته المهنية الناجحة ليعيش في إحدى القرى الفرنسية الجميلة، ولكن خطته التجارية تفشل، ويجد نفسه عاجزًا مالياً. ولكنه رجل لا يستسلم بسهولة، فيقوم بنشر إعلان في الصحيفة الدولية “هيرالد تريبيون” يتطوع فيه لتقديم أي خدمة، أي شيء يُعتبر. وتأتي أكثر الاستجابات جاذبية من رجل إنجليزي ثري يُدعى جوليان بو، الذي وجد وسيلة لإنتاج أفضل أنواع الكمأة ويقترب من السيطرة على سوق الكمأة الرابحة بشكل هائل.
يوقع بينيت عقدًا ويجد نفسه في موناكو، يعيش بأسلوب يطمح إليه، بما في ذلك الأكل بلا حدود. ينضم إليه في هذه الرحلة الجميلة والمثيرة (بكل الطرق) آنا، وهي امرأة نيويوركية قضت وقتًا في الجيش الإسرائيلي.
ومع ذلك، لاحظت عصابات المافيا الصقلية والكورسيكية الفرصة الاقتصادية الكبيرة في سوق الكمأة. تتداخل الأمور وتتعقد، حيث تظهر عصابات اللصوص الغير ماهرين، والشرطة تعمل بتناقض، والفضوليون في القرية الفرنسية، ورهبان مخلصون لإله الخمر يلعبون دورًا في نهاية مفاجئة وأكثر من مرضية بكثير.
تمزج الرواية بين الفكاهة والإثارة، وتقدم للقارئ رحلة فريدة مليئة بالمفاجآت والتشويق. بينما يتابع القارئ تفاصيل هذه القصة المليئة بالشخصيات المتنوعة، يجد نفسه في عالم يجمع بين الثراء والمخاطر، وتحت غطاء هذا السرد الأدبي، تنكشف تفاصيل عن جوانب مختلفة من الحياة والإنسانية بطريقة ممتعة ومثيرة.
صدرت هذه الرواية الرائعة عن دار نشر Knopf في مايو من عام 1996، ولا تزال تحظى بإعجاب القراء حتى يومنا هذا.