في “نصف الثدييات في ديكسي”، يأخذنا جورج سينغلتون في رحلة استثنائية إلى عالم منفصل في قلب الجنوب الأمريكي. إنه مجموعة ثانية من القصص القصيرة لهذا الكاتب المبدع في ميدان الأدب الجنوبي، حيث يبرز بلدة صغيرة جداً حتى أنها غابت عن الخريطة، وأهل الجنوب المستمتعين بالغرابة والذين يرفضون التصنيف السطحي.
التحفة الأدبية هذه تكشف لنا عن شخصيات متنوعة، وكأننا نتجول في شوارع بلدة نائية تعيش على هامش الحياة الكبيرة في أتلانتا والأناقة في تشارلستون. يصف الكاتب شخصياته بأنهم “أشخاص عاديون يحاولون مجرد العيش”، ومن بين هؤلاء، هناك صبي تم تدمير سمعته عندما ظهر في وثائقي عن قمل الرأس، وأب يعاني من حبه الفاشل يحاول أن يفتن معلمة ابنه في الصف الثالث باستخدام عروض إبداعية، وبائع سابق للأدوية ينتظر كلمة من الله لتخبره بماذا يرسم على لوحاته البدائية والتي يبيعها بمبالغ طائلة لتاجر فنون.
تأخذنا هذه القصص في رحلة ساحرة إلى عقول هذه الشخصيات الفريدة والمضحكة، وتقدم لنا نظرة عميقة في أرواحهم وتحدياتهم اليومية. وفي هذا السياق، يستند الكتاب إلى جوانب مختلفة من الحياة في الجنوب، متجاوزًا الصور النمطية والتقاليد المألوفة. إنه يجمع بين الفكاهة والدراما ببراعة، مما يمنح القارئ تجربة ممتعة وفريدة في عالم أدب القصة القصيرة.
صدر هذا الكتاب الرائع عن دار النشر هارفست بوكس في سبتمبر من عام 2003، ولاقى إعجاباً كبيراً من قبل عشاق الأدب الجنوبي. “نصف الثدييات في ديكسي” يندرج تحت فئة الأدب الخيالي والقصص القصيرة (لكاتب واحد)، ويشكل إضافة قيمة وممتعة إلى مكتبة عشاق هذا النوع الأدبي.