في روايتها الفاتنة بعنوان “أريج الرماد”، تأخذنا الكاتبة أمل رفعت في رحلة فريدة من نوعها إلى عالم متنوع ومعقد. تندمج الكلمات ببراعة لتصوير لوحات بديعة تأسر القارئ وتنقله إلى أبعد حدود الخيال.
تبدأ الرواية بلحظة غامضة ومليئة بالتشويق، حيث يطيح برأس الشخصية الرئيسية يمينًا ويسارًا، وهي تتجول مع موكب حول ساتر يظهر كمقام مغطى ببردة خضراء. تتسارع الأحداث وتتشابك الخيوط، مما يجعل القارئ يعيش في جو من التوتر والتساؤل.
تتميز اللغة السردية في هذا العمل بجمالها وعذوبتها، حيث تتلاعب الكاتبة بالكلمات كما لو كانت ترسم لوحة فنية بألوانها المتنوعة. الشموع المضاءة التي تبرق كنجوم الليل في وضح النهار تضفي على السرد أبعادًا جديدة من الجمال والغموض.
في قلب الأحداث، تظهر سيدة ضخمة تتحف بعباءة بيضاء، وشال مزركش، وتمسك بكلتا يديها خصريها النحيلين، مدفوعة بقوة خارقة تقود الشخصية الرئيسية إلى حلقة مفرغة. هنا يتجلى براعة الكاتبة في إيجاد تفاصيل تجعل القارئ يعيش في جلباب الشخصيات ويشعر بكل انفعالاتها.
تمتد صفحات الرواية لتصل إلى 116 صفحة، كلها مليئة بالغموض والإثارة. صدرت الرواية في عام 2018 عن الناشر “الآن ناشرون وموزعون”. وتأتي الرواية بغلاف ورقي يعكس جمال الروح الفنية للعمل.
يتألق الكتاب في فئة الأدب والخيال، وتحديدًا في فرع القصص. تجسد الرواية تحفة أدبية فريدة، تترك في أذهان القراء أثرًا عميقًا وتفتح أفقًا جديدًا للاستكشاف في عالم الأدب العربي المعاصر.