في هذا الكتاب الرائع بعنوان “تاريخ علم الفلك من عصر الأهرامات إلى عصر الفضاء” الذي ألفه العالم عماد مجاهد، يقدم لنا لمحة شاملة ومتميزة حول تطور علم الفلك عبر العصور، مستعرضًا الرحلة الفلكية التي انطلقت منذ بدايات الإنسان على وجه الأرض وصولاً إلى العصر الحديث الذي عرف بعصر الفضاء.
فعلم الفلك، والذي يُعد من أقدم العلوم الإنسانية على الإطلاق، كان بمثابة رفيق الإنسان منذ بداية تاريخه. فقد أُلهم الإنسان بسحر السماء وبريق نجومها الأخّاذ، ما دفعه إلى التأمل والبحث الدائم عن فهم لأسرار هذا الكون اللامتناهي. ومن هنا بدأت رحلة علم الفلك التي تخللت تاريخ الإنسانية على مدى آلاف السنين.
أظهرت الحضارات المختلفة، من الفرعونية إلى اليونانية، ومن الصينية إلى العربية الإسلامية، تطوّراً ملحوظاً في فهم الظواهر السماوية وتسجيل الأرصاد الفلكية. اندمج العلماء والفلاسفة في هذه الحضارات في دراسة الكون، مسهمين في بناء الأسس العلمية التي ترتكب عليها معرفتنا الحالية.
وفي صفحات هذا الكتاب، يأخذنا الكاتب عماد مجاهد في رحلة عبر العصور، يروي فيها تفاصيل حياة العلماء ومساهماتهم الفعّالة في تطوير علم الفلك. كما يربط بين الحضارات المختلفة وكيف أثرت على بناء المعرفة وتطوّر هذا العلم الرائع.
يعتبر الكتاب مصدراً قيماً لكل باحث أو قارئ عربي يسعى لفهم جذور علم الفلك وتطوّره عبر الزمن. مع تقديم موجز مميز ومفصل، يتناول المؤلف الجوانب المختلفة لهذا العلم، مستعرضًا الإسهامات الفريدة لكل حضارة وعصر.
ومع توفير رسومات وأشكال توضيحية، يزيد الكتاب من فهم القارئ للمفاهيم الفلكية المعقدة بطريقة سلسة وجذابة. إن الكتاب الذي نشر في عام 1998 عن دار الفكر المعاصر، يظل مرجعًا ثريًا لعشاق العلوم والطبيعة، وخاصة للباحثين والدارسين في علم الفلك والفضاء.