تُعدّ السيرة الذاتية “رحلة عالمية: السيرة الذاتية لجيمس ك. ماثيوز”، التي ألفها جيمس ماثيوز، واحدة من الأعمال البارزة التي تُلقي الضوء على تاريخ الكنيسة الميثودية ودورها في المجتمع خلال القرن العشرين. تم نشر هذا العمل على يد دار النشر Abingdon Press في شهر مارس من عام 2000، وهو يقدم رصداً ثرياً لمسيرة حياة الأسقف جيمس ماثيوز، التي امتدت عبر قارات متعددة ومناطق جغرافية وثقافية مختلفة. يشتمل الكتاب على تفاصيل دقيقة تعكس التجارب الشخصية والمهنية لماثيوز في سياقات متنوعة من الحياة.
بدايةً، يُطلعنا الكتاب على فترة تكوين ماثيوز كطالب، حيث يتتبع تطوره الأكاديمي والروحي الذي ساهم في شكل مسيرته المهنية فيما بعد. ولا شك أن تجربته كمبشر في الهند قد أضافت عمقاً وفهماً لتقاليد وثقافات جديدة، مما أثرى رؤيته الدينية والاجتماعية. تُظهر السيرة كيف أن هذه التجارب المبكرة كانت حاسمة في تشكيل فهمه لمهامه كمسؤول تنفيذي في مجلس البعثات، حيث تعامل مع قضايا معقدة تخص التنصير والتعليم والخدمات الإنسانية في سياقات متنوعة.
كما يسرد الكتاب فترة خدمته كأسقف على مدى 38 عاماً، وهي فترة كانت حافلة بالأحداث الدينية والاجتماعية والسياسية التي شكلت القرن العشرين. تولى ماثيوز مسؤولياته في عدة مناطق من بينها بوسطن، واشنطن، زيمبابوي، ألباني، ونيويورك، حيث أسهم بشكل مباشر في تطوير السياسات الكنسية والرد على التحديات الاجتماعية والثقافية التي واجهت الكنيسة في تلك الفترات والأماكن. يُبرز الكتاب كيف استطاع ماثيوز أن يكون قائداً فعّالاً مستفيداً من تجربته الواسعة وتفاعله مع مختلف الثقافات والمجتمعات.
من خلال النص، يتمكن القارئ من استشراف التاريخ الديني، الاجتماعي، والسياسي للقرن العشرين من خلال منظور شخصي ومباشر. يُعتبر هذا الكتاب، كما وصفه تيد أ. كامبل، أستاذ تاريخ المسيحية بالمعهد اللاهوتي ويسلي في واشنطن، دي سي، هدية قيمة للكنيسة في عصرنا. إنه لا يقتصر على كونه مجرد سيرة ذاتية، بل يعمل كمرجع تاريخي يسلط الضوء على كيفية تفاعل الكنيسة مع القضايا الكبرى في القرن الماضي ودورها في تشكيل الوعي الديني والاجتماعي عبر الأجيال.
ومما لا شك فيه، فإن الكتاب يقدم أيضاً تحليلاً للتأثيرات المتبادلة بين الدين والسياسة في فترات مختلفة من التاريخ الحديث، ويوضح كيف أن شخصيات مثل ماثيوز قد ساهمت بشكل فعال في معالجة التحديات الأخلاقية والثقافية التي واجهت المجتمعات التي عاشوا فيها. تُعد هذه السيرة الذاتية مورداً هاماً للدارسين والباحثين المهتمين بتاريخ الكنيسة الميثودية وتأثيرها العالمي، كما أنها توفر فهماً عميقاً للديناميكي