في السادس عشر من يونيو عام 1987، أطلقت روسيا رحلة فضائية مميزة بواسطة المركبة الفضائية “سويوز تي إم-2″، التي استمرت لمدة 195 يومًا، جسدتها الطاقم المؤلف من الرواد يوري رومانينكو وألكسندر لافيكين. كانت هذه الرحلة الفضائية لها غرض رئيسي هو تجميع لوحات الطاقة الشمسية المعدلة على محطة الفضاء “مير”.
وقد كانت سنة 1987 هي عام مميز في برنامج الفضاء الروسي، حيث شهدت تلك الفترة نقلة نوعية في استكشاف الفضاء. كانت هذه الرحلة جزءًا من برنامج محطة الفضاء “مير”، التي كانت تعد واحدة من أبرز المشاريع الفضائية في ذلك الزمن.
بدأت المهمة عندما انطلقت المركبة الفضائية “سويوز تي إم-2” من مركز بايكونور الفضائي في كازاخستان. وكان الطاقم المكون من يوري رومانينكو وألكسندر لافيكين مستعدًا لمواجهة التحديات والمغامرات في عالم الفضاء. وبعد الإطلاق الناجح، بدأت المهمة الطويلة والمليئة بالمحطات الفضائية المثيرة.
تركز الرحلة على تجميع وتركيب لوحات الطاقة الشمسية المعدلة، وهي مهمة حيوية لضمان استمرار توفير الطاقة لمحطة الفضاء “مير”. كانت هذه اللوحات الشمسية تحسينًا على التصميم السابق، وكانت تعزز قدرة المحطة على توليد الكهرباء من أشعة الشمس بشكل أفضل.
خلال الـ 195 يومًا الذي استمرت فيها الرحلة، قام الطاقم بإجراء تجارب علمية متقدمة في مجالات الفيزياء والأحياء، استفادت منها البشرية بشكل كبير. تمثلت هذه التجارب في دراسة تأثير البيئة الفضائية على الكائنات الحية والمواد المختلفة.
كما قام الرواد بأعمال صيانة وإصلاح لأنظمة المحطة، وذلك بهدف تحسين أدائها وضمان استمرار عملها بكفاءة عالية. كانت هذه الرحلة تحديًا كبيرًا للتكنولوجيا الفضائية في ذلك الحين، حيث استخدم الطاقم المهارات الفنية والعلمية العالية للتغلب على التحديات المتعددة في الفضاء.
في نهاية المهمة، عاد الطاقم بسلام إلى الأرض، حاملين معهم الكثير من البيانات والمعلومات الهامة التي ساهمت في تطوير برامج الفضاء المستقبلية. كانت رحلة “سويوز تي إم-2” في عام 1987 إنجازًا فضائيًا رائدًا، حيث شكلت إحدى الفصول المهمة في تاريخ استكشاف الفضاء البشري.