إذا لم أعود أبدًا، يعد من بين تلك الأعمال الأدبية الفريدة التي تنقل القارئ إلى عوالم موازية، حيث يلتقي التاريخ بالحاضر بطريقة ساحرة. صاغ داريل بروك، المؤلف المبدع والرائد في عالم الأدب، قصة تأخذنا بين ثنايا الزمن إلى صيف عام 1869.
تتحدث القصة عن سام فاولر، الصحفي المعاصر الذي وجد نفسه فجأة وبشكل غير متوقع محاطًا بأحداث صيف تلك السنة البعيدة. يجد نفسه محاصرًا في وظيفة بائسة وزواج يتلاشى، لكن يتغير كل شيء عندما يُنقل إلى عالم الرياضة الجديدة، البيسبول، ويصبح جزءًا من أول لاعبي البيسبول المحترفين في البلاد.
تظهر مهارة بروك بشكل رائع في استحضار أمريكا بعد الحرب الأهلية، مع المدن الرمادية والمضطربة، والسكك الحديدية العابرة للقارات التي تأخذ الركاب عبر السهول والجبال إلى كاليفورنيا. يرصد لنا الكتاب أيضًا صالات الرقص وبيوت الدعارة، والازدهار والكساد المالي، والشخصيات التاريخية اللامعة مثل مارك تواين وجيسي جيمس.
تتنوع مغامرات سام فاولر بين الميدان الرياضي والتحديات الحياتية في القرن التاسع عشر، حيث يجد نفسه مهددًا بخطر الحياة على الميدان وخارجه. ومن خلال علاقاته مع لاعبي البيسبول والجميلة كايتلين أونيل، قد يستعيد تلك الروح العائلية التي يحتاجها بشدة.
تمتاز رواية “إذا لم أعود أبدًا” بأنها لا تقدم متعة فقط لعشاق الرياضة، بل لأي قارئ يبحث عن قصة جذابة. لقد نالت إعجاب جمهور ولاية كليفلاند بشكل خاص، حيث وصفتها صحيفة “كليفلاند بلين ديلر” بأنها “ضربة قوية”، مما يؤكد جاذبيتها العامة وقيمتها الأدبية. صدرت هذه الرواية الرائعة عن دار النشر “كراون” في ديسمبر من عام 1989، مما يضيف لها طابعًا تاريخيًا يزيد من جاذبيتها.