في سجلي الشخصي، يسرد المانغا “معرفة الأب” قصة يويتشي ياماشيتا، الذي يفتتح سجلاً حميمًا بأفكاره الطفولية المستلهمة من اتصال هاتفي أثناء عمله يخبره بوفاة والده. ينطلق إلى بلدته الأم بعد غياب دام لأكثر من عقد، خلاله لم ير والده. ولكن مع تجمع الأقارب للجنازة وبداية تدفق القصص، يبدأ ماضي يويتشي الطفولي في الظهور من جديد. يعود إلى بعد الظهر في الربيع حيث كان يلعب على أرضية محل حلاقة والده، والحريق الذي دمر المدينة ومنزل عائلته، وطلاق والديه وظهور ‘أم’ جديدة. من خلال الأسرار والذكريات المشتركة مع أولئك الذين عرفوه جيدًا، يعيد يويتشي اكتشاف الرجل الذي اعتبره والده البارد والغائب لفترة طويلة.
تنقلب صفحات السجل إلى الوراء، إلى عام 1994، حيث تتنوع الأحداث بين الدراما، السينين، وقطعة الحياة، مع لمحات من الحياة العائلية والتاريخ. تتناغم المانغا بشكل رائع بين العواطف الشخصية ليويتشي والتفاعلات مع العائلة، مما يضفي طابعًا فريدًا من نوعه على هذه السيرة الذاتية الرسومية. يتناول القارئ رحلة عاطفية معقدة، حيث يستعرض يويتشي لحظاته الصعبة والسعيدة، ويكتشف معنى الأبوة والتبني من جديد.
تبرز ملامح الرسوم المتقنة للمانغا تفاصيل الأحداث والشخصيات، مما يجسد بشكل واقعي مشاعر الشخصيات ويعزز تأثير السرد. الأحداث تتدفق بسلاسة، مع تصاعد التشويق والتعاطف مع كل سرد. يقدم الكاتب رؤية عميقة حول العائلة والذكريات، وكيف يمكن للأحداث الماضية أن تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الهوية والعلاقات.
بفضل مزيجها المميز من العاطفة والتأمل، تظل “معرفة الأب” مانغا استثنائية تترك أثرًا عميقًا في قلوب القراء، محملة بالحكم والتأمل حول قيمة العائلة والتواصل الإنساني.