في “To a Distant Island: 2” الذي كتبه جيمس ماككونكي، نُقلت قصة مثيرة ترتبط بالكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف. في عام 1890، عندما كان تشيخوف في الثلاثين من عمره وقد أصبح بالفعل كتابًا مشهورًا، قرر مغادرة منزله وعائلته في موسكو ليقطع مسافة تبلغ 6,500 ميلاً عبر روسيا، عبر أراض مجمدة وبحر متجمد، عن طريق القطار والعبَّارة وعربة الطائرة الثلاثية، بهدف زيارة جزيرة سخالين، وهي مستوطنة جنائية قبالة سواحل سيبيريا.
تتأرجح الرواية بين أبعاد الخيال والتاريخ، حيث يستكشف تشيخوف الواقع الصعب للحياة في هذه المستوطنة الجنائية، حيث يرصد القسوة والصعوبات التي يواجهها السجناء. تأخذنا ماككونكي في رحلة عبر الزمن والمكان، حيث يتمحور الكتاب حول تفاصيل الرحلة الشاقة لتشيخوف، مع التركيز على التحديات التي واجهها والتفاعلات البشرية الفريدة التي شهدها خلال هذه التجربة الاستثنائية.
يظهر في الكتاب تاريخًا دقيقًا للروسيا في ذلك الوقت، حيث تُسلط الضوء على التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي كانت تحدث. ومن خلال هذه الرحلة البعيدة، يعكس الكتاب القوة الإبداعية لتشيخوف ورؤيته الفريدة حيال الإنسانية والمجتمع.
تمتزج الخيوط الأدبية والتاريخية في هذا العمل، حيث يقوم ماككونكي برسم صورة حية لتشيخوف ككاتب ومستكشف، ما يجعل القارئ ينغمس بشكل عميق في هذه الرحلة الاستثنائية. وبفضل غنى التفاصيل والسرد المتقن، يصبح “To a Distant Island: 2” قطعة أدبية تنقلنا إلى عالم آخر، حيث يتجلى جمال اللغة وعمق الفهم في هذه الرحلة الأدبية الرائعة.