في كتابه “الجنس والحريم روح السراري؛ السلوكات الجنسية المهمشة في المغرب الكبير”، يستعرض المؤلف مالك شبل تفاصيل معقدة ومحفوفة بالجدل حول موضوع الجنس وكيف يُنظر إليه ويعيش في المجتمع المغربي الكبير. يقوم الكتاب بتسليط الضوء على جوانب الحياة الجنسية التي يتم تهميشها وتجاهلها، وذلك من خلال استكشاف سلوكيات تعتبر “خارج القواعد المتعارف عليها”.
تبدأ الرحلة الفكرية للقارئ عندما يفتح صفحات هذا الكتاب الذي يتجنب المؤلف فيه الوقوع في الفخاخ الرديئة للحديث عن الجنس. يبرز مالك شبل في كتابه الجديد أن الحديث عن هذا الموضوع، سواء بشكل إيجابي أو سلبي، يُصَوِّر بمثابة تحدٍّ غير مألوف في مجتمعه، حيث يُلقب بالزندقة والكفر. ومن هنا يتناول المؤلف تأملاته حول كيفية تشكيل المجتمع لرؤية جنسية خاصة به، وكيف يظهر أي حديث حول الجنس بمثابة انحراف عن المسار الاجتماعي المقبول.
الكتاب يتسلح بلغة رصينة وموضوعية، حيث يقوم مالك شبل بتقديم رؤى عميقة حول السلوكات الجنسية المحظورة والمهمشة في المغرب الكبير. يتناول الكتاب مواضيع مثل التحرر الجنسي، وتأثيره على الفرد والمجتمع، وكيف يمكن أن تتشابك القيم الثقافية مع التطلعات الفردية.
تأخذ صفحات هذا الكتاب القارئ في رحلة عميقة إلى عقلية المجتمع المغربي، حيث يعكس مالك شبل ببراعة على تداخل العوامل الاجتماعية والثقافية في تحديد المفاهيم الجنسية. يعتبر الكتاب ملتقى للمهمشات، حيث يتناول قضايا تعالج في ميدان علم النفس المرضي وعلم الاجتماع الثقافي.
تُبرز صفحات هذا العمل الأهمية الكبيرة لفهم التحولات الاجتماعية والثقافية في المغرب، وكيف يمكن للمجتمع أن يواجه التحديات المتعلقة بالجنس بطريقة تعزز التنمية الشاملة والتفاهم الاجتماعي. يأخذ الكتاب القارئ في رحلة استكشافية غنية بالتفاصيل، محاولاً فهم تداخلات متشابكة من العوامل التي تشكل الوعي الجنسي في المجتمع المغربي.