في منتصف شهر أكتوبر عام 1997، وفي وقت حصاد محصول التفاح والكمثرى في حوض كولومبيا الوسطى في ولاية واشنطن الأمريكية، يرافقنا الجراح القلب المتقاعد بن جيفنز في رحلة محمومة بالأحداث والمشاعر في رواية “شرق الجبال” للكاتب ديفيد غاترسون. بن، الذي أرمل لتوه، يعاني من سرطان القولون الذي أعلن عنه بأنه في مرحلته النهائية.
تعكس القصة روح الغرب الأمريكي الأسطوري، حيث ينطلق بن في رحلته الأخيرة محملاً بذكريات الحب والخسارة. يتخلل رحلته صحاري حكيمة، وأودية تتسع، ومزارع مغبرة، وبساتين شاسعة. ورغم عدم استعداد بن للهزيمة، إلا أنه عازم على تجنب المعاناة بدلاً من التورط فيها. يرافقه في هذه الرحلة كلبيه الصيادين، وهما يضيءان الدرب في هذا الغرب الأمريكي الخيالي.
كطبيب، كانت قضايا بن تتعلق بالتكتيك وكذلك ستكون مع موته. ومع ذلك، لم يكن قد أخذ في اعتباره إقناع الذاكرة – الوعد الذي قطعه لزوجته راشيل، حب حياته، خلال الحرب العالمية الثانية. أو لغز الحياة ذاته. في رحلته، يلتقي بزوجين شابين يمثلون الأبد، ورحال يقدم نصائح تساعد في تخفيف الألم، وطبيب بيطري بلمسة يمكن أن يعرفها فقط جراح القلب، ومزارع مصمم على التدمير، وعامل هاجر يختبر قدرة بن على الفهم. وفي اللحظة التي يعتقد فيها بأنه لا يوجد مجال للرجوع، لا شيء يمكن أن يفقد إلا ما فقده بالفعل، يتم استدعاء قوته التدخلية ويتم اختبار هويته بشكل كبير.
مليء بالإنسانية والشغف والنزاهة الأخلاقية، تعتبر “شرق الجبال” رواية جريئة وجميلة عن اكتشاف الذات الشخصي. تندرج ضمن فئة الأدب الروائي الأدبي، وتأتينا من منشورات هاركورت بريس آند كومباني، في إبريل عام 1999.