في كتاب “الوعي الذاتي” للكاتب جون أبديك، يتناول المؤلف في ست فصول محاور متنوعة تعكس تجربته الشخصية والحياة التي عاشها حتى سن الخمسة والخمسين. يفتتح الكتاب بسرد تفصيلي لبلدته الأم، حيث يعيد بذاكرته تلك اللحظات الهامة التي شكلت جذوره وأثرت في تشكيل هويته. يقدم أبديك رؤيته الشخصية لمعاناة من أمراض جلدية مثل الصدفية، وكيف تأثرت هذه التجربة على وعيه الذاتي وتفاعله مع العالم.
في فصول أخرى، يفصح الكاتب عن تجربته مع مشكلة التلعثم، وكيف تشكلت هذه الصعوبة في التحدث جزءًا لا يتجزأ من شخصيته. يتناول أيضاً الحقبة الزمنية التي عاشها أثناء الحرب في فيتنام، حيث يتحدث بصدق مدهش عن الإحساس بالاستياء والتوتر الذي عاشه خلال تلك الفترة الصعبة.
تخصص فصل من الكتاب لاستعراض أصول عائلته باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من تاريخه، وكيف أثرت تلك الجذور في تشكيل هويته الشخصية. يتناول أيضاً موضوع الديانة وكيف تأثر بها على مر الزمن، ملمحاً إلى التأثير الذي يمارسه الإيمان في بناء الوعي الذاتي.
في خدمة لجهوده الميتافيزيقية، يظهر أبديك بصراحة مذهلة وبأسلوب جميل يتسم بالبلاغة، ولا ننسى اللمحات الفكاهية الخفيفة التي يتناولها بتواضع في بعض المواقف. يأخذ القارئ خلف حدود الوعي الذاتي، متجاوزًا إلى حالة من الدهشة الخالصة تجاه العالم ونسيجه.
تصنف هذه المذكرات ضمن فئة السير الذاتية والأعمال الأدبية، حيث تتحدث عن شخصية أدبية أمريكية ناجحة. صدرت الطبعة الأولى للكتاب عن دار النشر ألفريد إيه. نوبف في مارس من عام 1989، ومنذ ذلك الحين أثارت هذه القطعة الأدبية اهتمام القراء والنقاد على حد سواء.