في عام 2013، رأى عالم ألعاب الفيديو وصولًا مميزًا ومحوريًا في عالم الألعاب المستقلة بإطلاق لعبة “Papers, Please” التي أبدع في تطويرها المطوران Lucas Pope وشركة 3909. تأخذ هذه اللعبة اللاعبين في رحلة فريدة ومؤثرة عبر الزمن والمكان، حيث تستكشف تجربة مثيرة ومعقدة في عالم يسوده السياق السياسي والقرارات الأخلاقية.
تقع أحداث اللعبة في دولة أرستوتسكا الشيوعية، التي أنهت للتو حربًا دامت لست سنوات مع جارتها كوليشيا، واستعادت نصف مدينة جريستين الحدودية الخاصة بها. يتم تكليفك كمفتش هجرة بمهمة التحكم في تدفق الأفراد القادمين إلى جانب أرستوتسكا من كوليشيا. في هذا السياق، يتعين عليك أن تقوم بفحص الوثائق المقدمة من قبل المسافرين، واستخدام أنظمة التفتيش، البحث، وبصمات الأصابع البدائية التي توفرها وزارة الهجرة. ومن هنا تنطلق رحلتك الصعبة والمليئة بالتحديات.
قد تظهر أمامك في طابور الهجرة جموع من المهاجرين والزوار الباحثين عن عمل، ولكن في ظل هذا الكم الهائل من الأفراد، تكمن التحديات الحقيقية. الصعوبة لا تكمن فقط في سرعة اتخاذ قراراتك، بل في التعرف على المهربين والجواسيس والإرهابيين المختبئين بين الحشود.
قد تجد نفسك في مواقف صعبة، حيث يتطلب منك اتخاذ قرارات سريعة تتعلق بمصائر الأفراد. هل ستسمح للشخص بالدخول للبلاد لأسباب إنسانية أم ستقوم برفضه بناءً على معايير الأمان؟ هذا الاختبار ليس فقط لقدرتك على تحديد الأمان والمخاطر، ولكنه يقف أيضًا كاختبار لأخلاقياتك وقدرتك على التحمل في ظل ظروف صعبة.
تأتي اللعبة بتصميم بصري بسيط وفن فريد يعكس الطابع الشيوعي المظلم للبيئة. القصة الملحمية والأحداث المعقدة تجعل “Papers, Please” أكثر من مجرد لعبة فيديو، بل تجربة تفاعلية تأخذ اللاعبين في رحلة فريدة من نوعها، تحاكي التوترات السياسية والأخلاقيات الصعبة.