في عام 1990، رأى النور عملٌ أدبي استثنائي بعنوان “الكابتن السير ريتشارد فرانسيس بيرتون: الجاسوس الذي قاد حجًا إلى مكة، اكتشف كاما سوترا، وجلب ألف ليلة وليلة إلى الغرب”، الذي كتبه المؤلف إدوارد رايس. يروي الكتاب قصة حياة المغامر الإنجليزي، الكاتب، اللغوي، الجاسوس، الصليبي، والبطل الرومانسي، الكابتن السير ريتشارد فرانسيس بيرتون بطريقة تفصيلية وشيقة، محاكاً للقارئ تجربة حياته المليئة بالمغامرات والاكتشافات.
يتناول الكتاب رحلات بيرتون الشيقة والمذهلة، فقد قاد حجًا إلى مكة، مما يبرز شخصيته كرائد ملهم في استكشاف العالم الإسلامي. كما يتناول اكتشافه للكاما سوترا، النص الهندي القديم الذي يعتبر مرجعًا هامًا في فهم الجوانب الجنسية والرومانسية للحياة. وليس ذلك وحسب، بل قاد بيرتون الأدب العربي إلى الغرب من خلال جلب ألف ليلة وليلة، مما جعله رائدًا في تعريف الثقافة الشرقية للقارئ الغربي.
يتميز هذا الكتاب بأنه لا يقتصر على سرد الأحداث التاريخية بل يقدم أيضًا رؤية عميقة لشخصية بيرتون وتأثيرها على التاريخ والثقافة. يقع الكتاب تحت فئة السير الذاتية والتاريخ، حيث يقدم للقارئ رحلة غنية بالتفاصيل والروح الرومانسية، تأخذه في رحلة زمنية إلى عالم القرن التاسع عشر وتجارب رجل استثنائي شكلتها رحلاته واكتشافاته.
يتبنى الكاتب إدوارد رايس أسلوبًا سرديًا فنيًا، يمزج بين الوقائع التاريخية واللغة الأدبية بطريقة تجعل القراء يندمجون بشكل عميق في عالم بيرتون. يُنصح بقراءة هذا الكتاب لمن يهتمون بالسير الذاتية، والتاريخ، والمغامرات الفريدة التي تشكلت في إطار زمني وثقافي استثنائي.