رحلة الفتيات: جمال البساطة

في عام 2014، رُحِّلتنا مانغا “رحلة الفتيات الأخيرة” (Girls’ Last Tour) إلى عالم فاغر ومهجور، حيث تتجول فتاتان شابتان بلا هدف ثابت في هذا المشهد الذي يعج بالخراب والوحدة. تبحث شيتو ويوري عن الضروريات الحيوية: الطعام، والماء، والوقود لدراجتهما النارية “كيتينكراد” الثمينة. على الرغم من أن العالم الذي يتجولون فيه هو عالم مكسور ومليء بالوحدة، يجدن السعادة في الأشياء الصغيرة التي يصادفنها في رحلتهن: اكتشاف إمداد نسيان من الرزائن العسكرية، أو استحمام دافء بفضل أنبوب تسرب في محطة طاقة مهجورة، أو اكتشاف روبوت مستقل يحرس بحذر سمكة وحيدة.

إن هذه المانغا، المتسمة بالمغامرة والدراما والعلم الخيال والسينين وجوانب الحياة اليومية، تقدم تجربة فريدة ومميزة. رغم أن الحضارة البشرية قد ماتت، إلا أن هاتين الفتاتين تستطيعان دائمًا العثور على شيء يستحق العيش من أجله. يتجلى ذلك في رؤيتهن للجمال في التفاصيل البسيطة، سواء كان ذلك في اللحظات الهادئة أو في اللقاءات مع الأشياء البائسة.

التصنيفات المتنوعة التي تتنوع بين المغامرة، والدراما، والخيبة، وحياة اليومية تعكس تعدد الطروحات والأفكار التي تقدمها القصة. يتميز الأسلوب الفني في المانغا بلمسات منعشة من الإياشيكي، حيث يتم استخدام الصور بأسلوب يشد القلب لتعكس جمال البساطة والحياة اليومية في هذا العالم المهجور.

“رحلة الفتيات الأخيرة” ليست مجرد مانغا، بل هي تجربة فنية تسلط الضوء على جمال اللحظات الصغيرة في وجودنا وقدرتنا على العثور على السعادة في ظل الظروف الصعبة. من خلال استكشافها للعلاقة بين الوحدة والبحث عن الهدف، تتيح للقارئ فهمًا عميقًا حول قيمة الحياة وكيفية تفسيرها في سياق الفقدان والمجهول.