في قلب العاصمة السعودية، الرياض، تتناغم أحداث رواية “السكن”، التي أبدع في كتابتها الكاتب السعودي ساير المسباح، بأسلوبه السلس والممتع، حيث تنقلنا في رحلة استكشافية داخل جدران سكن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. تحكي هذه الرواية قصة مجموعة من الطلاب القادمين من مختلف مناطق المملكة، يجتمعون في بيئة تشبه العزلة، فضلاً عن الأنظمة الصارمة التي تحكم حياتهم داخل تلك الأسوار الجامعية.
على مدى 135 صفحة، يقدم الكتاب رحلة مشوقة في عالم الطلاب والعلم، حيث يكونون عرضة لأنظمة صارمة لا تتساهل في تطبيقها، وتفرض عقوباتها بلا رحمة على المخالفين. يتناول المسباح في روايته هذه الجانب الصارم من حياة الطلاب، مشدداً على أهمية الالتزام بالقوانين والضوابط في مثل هذا السياق الجامعي.
ولكن، خلف جدران الجامعة، تتنوع الأفكار وتتداول النقاشات حول الأحداث الجارية داخل وخارج الحرم الجامعي. يتناول الكاتب قضايا متنوعة تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي في المجتمع السعودي، مما يضفي على الرواية عمقاً وتعقيداً إضافيين.
تأتي هذه الرواية كمحطة هامة في حياة الطلاب السعوديين الساعين للعلم الشرعي، حيث تسلط الضوء على التحديات والتجارب التي يمرون بها في رحلة البحث عن المعرفة. يقدم الكتاب للقراء فهماً عميقاً حول تلك الفترة المهمة من حياتهم، وكيف تؤثر التجارب الجامعية على تكوين أفكارهم ووجدانهم.
تأتي رواية “السكن” من إصدارات دار “كتابنا للنشر”، وتأتي بغلاف عادي يعكس بساطة العرض، وتندرج تحت فئة الأدب والخيال، مع التركيز على الروايات. تعتبر هذه الرواية إضافة قيمة إلى المشهد الأدبي السعودي، حيث تمزج بين الواقع والخيال ببراعة، وتستحق الانتباه والاستكشاف من قبل عشاق الأدب العربي.