في روايته الفائقة بعنوان “الضئيل صاحب غيّة الحمام”، يقدم الكاتب أحمد سعد عملاً أدبياً ينغمس في أعماق الروح الإنسانية ويجسد لنا واقعًا مليئًا بالتناقضات والتحديات. الرواية تفتح أمام القارئ أبواب عالم متشعب ومعقد، حيث تتلاقى خيوط الحياة والوجود بأسلوب مدهش.
تأخذنا الرواية في رحلة مشوقة إلى عالم سميحة، الشخصية الرئيسية، التي تعاني من ثقل جسدها وتنهض به بصعوبة بعد فترة طويلة من الجلوس. تتنقل عيوننا معها نحو عقب السيجارة الملقاة من شقة ابن مسافري الخليج، حيث تتلاشى الحدود بين الواقع والخيال.
التفاصيل الدقيقة والوصف العميق يعطون القارئ إحساسًا بالحياة اليومية في هذا السياق الذي يبدو وكأنه لوحة فنية ملونة. سميحة تجلس خلف حزم الخضرة المرصوصة على خشب يشي بترتيب دقيق، وهو تصوير لمشهد يعكس حالة من الترتيب والتنظيم في غمرة الفوضى.
الشارع، الذي يظل فارغًا في تصوّر سميحة، يعكس انعزالها وتفككها عن العالم الخارجي. الرواية تتقن رسم لوحات فنية بلغة أدبية رائعة، حيث يظهر الضئيل بأعلى السطح بشكل عرضي، يستريح على خشبيين موضوعين متجاورين. هنا تتكشف رؤية الكاتب للواقع والخيال، حيث يمزج بين الحياة اليومية والعناصر الرمزية.
صدرت هذه الرواية الفاتنة عام 2015 عن دار “اكتب للنشر والتوزيع”، وقد استحوذت على اهتمام القراء وعشاق الأدب والخيال. تتألق الرواية بغلاف ورقي يلفت الانتباه، ما يزيد من جاذبيتها ويدعو القارئ إلى الغوص في صفحاتها ال160، حيث تنتظره تجربة أدبية فريدة ترافقه في رحلة استكشاف للعمق البشري والغموض الذي يحيط بحياة الشخصيات.
في فئة الأدب والخيال، وتحديدًا القصص، تتربع هذه الرواية على عرشها، مقدمة للقارئ تجربة فريدة وقيمة. تفتح أمامنا أبواب عالم الكلمات والصور، حيث يتلاقى الواقع والخيال في رقصة مثيرة تجعلنا نتيه في أفق أفكار ومشاعر لا حدود لها.