“عند رائحة الماء” هو عنوان رواية من تأليف ليندا نيكولز، صدرت عن دار نشر “بيثاني هاوس” في أكتوبر 2004. تنتمي الرواية إلى فئة الأدب الديني، وهي تقدم قصة ذات طابع مؤثر يعالج قضايا الفقدان، والألم، والإيمان.
تتمحور الرواية حول حياة صموئيل ترولاف، وهو جراح ماهر وحاصل على تقدير كبير في مجاله. إضافة إلى ذلك، يعيش صموئيل حياة شخصية مثالية، حيث يتمتع بزواج سعيد من حب حياته، ولديهما ابنة جميلة. هذه الحياة المثالية، التي تبدو خالية من الهموم، تتعرض لزلزال مدمر عندما يُطلب من صموئيل أداء عملية جراحية طارئة. تبدأ الأحداث بالانهيار بشكل مأساوي، وتبدأ حياته المثالية بالتفكك والانهيار.
تتناول الرواية أيضًا قصة زوجته آني ترولاف، التي تحاول الهروب من الذكريات المؤلمة بعد تلك الأحداث الكارثية. آني، التي كانت تعيش مع عائلتها في جبال نورث كارولينا، تقرر الابتعاد عن كل ما يذكرها بالماضي، وتنتقل إلى سياتل البعيدة لبدء حياة جديدة. ولكن الماضي يلاحقها في كل مكان، وخصوصاً عندما تقرأ خبراً مقلقاً يجعلها تعود إلى وطنها الأم، حيث تعود الذكريات الجيدة والسيئة لتطاردها مجددًا.
تسلط الرواية الضوء على رحلة شفاء القلوب المكسورة من خلال اختبار الإيمان والقوة الداخلية. الصراع الداخلي الذي تعيشه الشخصيات الرئيسية يعكس معاناتهم وصراعهم مع القدر والماضي، كما يبرز أيضًا قدرتهم على التغلب على الألم وإيجاد طريقهم نحو الشفاء.
ليندا نيكولز، من خلال روايتها، تستكشف موضوعات الحب والخسارة والإيمان في إطار ديني يلامس مشاعر القراء الذين يبحثون عن قصص تجمع بين الدراما والإلهام. الرواية، رغم أنها تحمل طابعًا دينيًا، إلا أنها تقدم قصة إنسانية عميقة يمكن أن يتواصل معها أي قارئ يبحث عن معنى في مواجهة الشدائد والصعاب.
إن “عند رائحة الماء” ليست مجرد قصة عن الألم والفقدان، بل هي أيضًا قصة عن الأمل والشفاء، وكيف يمكن للحب والإيمان أن يكونا القوى الدافعة لإعادة بناء الحياة بعد الدمار. تسلط الرواية الضوء على ما يعنيه أن تكون إنسانًا، وأن تواجه الألم وتستمر في الحياة، حتى عندما يبدو كل شيء منهارًا.