في “المعالجون الراقصون: رحلة طبيب نحو الشفاء مع السكان الأصليين”، يقدم الدكتور كارل هامرشلاغ، الذي حاز على تعليمه الطبي في جامعة ييل، حسابًا مثيرًا عن تجربته البالغة عشرون عامًا مع الشفاء لدى السكان الأصليين، حيث يتناول فيه سرد حياته الشخصية مع قصص السكان الأصليين الذين هزوا افتراضاته الطبية خلال فترة دراسته في الطب.
في أثناء عمله كطبيب عائلة في مستشفى للسكان الأصليين في الجنوب الغربي، تعرف هامرشلاغ على مريض يُدعى سانتياغو، كاهن وزعيم عشيرة بويبلو. سأله سانتياغو عن مكان تعلمه لفن الشفاء. رد هامرشلاغ بشكل تقليدي بذكر تفاصيل تعليمه الطبي، التدريب السريري، والشهادة. رد العجوز قائلاً: “هل تعرف كيف ترقص؟” للتسلية، قام هامرشلاغ بتحريك قدميه على سرير الكاهن. رغم حالته الصحية، قام سانتياغو بالوقوف وعرض الخطوات الصحيحة. “يجب أن تكون قادرًا على الرقص إذا كنت تريد شفاء الناس”، عاتب الطبيب الشاب. “يمكنني تعليمك خطواتي، ولكن عليك أن تسمع لحنك الخاص”.
يجمع هامرشلاغ بين تراثه اليهودي وتجربته مع السكان الأصليين لإنتاج ممارسة مفتوحة لجميع وسائل الشفاء. يكتشف حكمة سؤال الكاهن البويبلو للطبيب الغربي، “هل تعرف كيف ترقص؟”، ويقدم تفاصيل غنية عن تجربته وتأثير تلك اللحظة على تفكيره وممارسته الطبية. يعيش القارئ تجربة ملهمة تتجاوز حدود الثقافة والديانة، حيث يتم توجيه الاهتمام إلى جوانب متنوعة من الشفاء والتواصل بين الثقافات.
وتُعزز قيمة هذا الكتاب في فئة “الديانة والعرق والقبائل”، حيث يقدم نظرة عميقة ومفعمة بالحياة حول كيف يمكن لتقاليد متنوعة أن تتلاقى وتثري الفهم البشري حول الشفاء والصحة. يتم نشر هذا العمل المميز تحت رعاية HarperOne في سبتمبر من عام 1989، مما يجعله أحد الأعمال الأدبية التي تمتد عبر الزمن وتحتفظ بجاذبيتها وأهميتها حتى اليوم.