في رواية “The Ice Queen” التي ألفتها Alice Hoffman، نجد أنفسنا أمام لوحة فنية رائعة تتناول العديد من الجوانب الإنسانية والعواطف المعقدة. تحكي القصة عن امرأة عاشت تجربة مأساوية في طفولتها، مما دفعها إلى حياة هادئة وانعزالية، حيث تحافظ على مسافة باردة تفصلها عن الآخرين. تعتقد حقاً أنها تريد العيش بهذه الطريقة.
في أحد الأيام، تنطق بأمنية عابرة، وفي حين تقف في منزلها، تصيبها صاعقة برق. ولكن بدلاً من أن تنهي حياتها، يثير هذا الحدث الكارثي بداية غريبة وقوية جديدة. بعد الصاعقة، يبدأ البرد في روحها في التجلي بشكل جسدي. تشعر بالتجمد من الداخل إلى الخارج، ويبدو أن كل شيء أحمر يظهر بألوان بيضاء كالثلج.
عندما تسمع عن رجل آخر نجا من صاعقة، والذي كان على ما يبدو ميتاً لمدة أربعين دقيقة، ثم قام بالنهوض والمشي ببساطة، تبحث عنه. ربما يمكن أن يعلمها ليزاروس جونز، كما يعرف، كيفية العيش بدون خوف. يتبين أنها تجد فيه القطب المثالي لها، رجلاً يستطيع تسخين الماء بزفيرة ولمسة يشعل بها النيران. مع بداية علاقة حب مهووسة بينهما، يخفي كل منهما أخطر أسراره – ما حدث في الماضي الذي حول واحدة منهم إلى جليد والآخر إلى نار. وسيتورط الجميع في شبكتها الهشة من الأصدقاء والعائلة في الاندلاع الناتج عن انضمامهما.
الرواية تأخذنا في رحلة مثيرة ومعقدة، حيث يتناوب الجانبان البارد والساخن، وتنسج الكاتبة خيوط الحب والخيبة والتضحية بشكل ممتاز. يتميز الكتاب بقدرته على جعل القارئ يعيش تجارب الشخصيات بكل تفاصيلها العاطفية والفسيولوجية. يُنشئ Hoffman عالمًا سرديًا يتغلغل في عمق النفس البشرية، وتضفي لمسة فنية فريدة تميز هذه الرواية ضمن فئة الأدب والإثارة والتشويق.
صدرت هذه الرواية الفاتنة عن دار النشر “Little, Brown and Company” في إبريل من عام 2005، ولاقت استحسان النقاد والقراء على حد سواء. تكشف الرواية عن عالم مليء بالغموض والإثارة، حيث يتداخل السحر ببراعة مع واقعية الحياة اليومية، مما يمنح القارئ تجربة غنية ومشوقة.