في رواية “المنافس”، التي كتبها روبرت ليبسايت والتي نُشرت من قبل دار HarperCollins في فبراير 2018، نجد أنفسنا أمام عمل أدبي يعكس بجدارة معنى البطولة الحقيقيّة. يعتبر هذا الكتاب الحديث نقطة تحوّل في أدب الرياضة، إذ يقدّم للقرّاء رؤية مختلفة عمّا يعنيه أن يكون الإنسان بطلاً.
القصة تتبع حياة ألفريد بروكس، شاب من هارلم، يعيش في ظروف قاسية ويواجه تحديات كبيرة. فهو شاب متسرّب من المدرسة الثانوية، وظيفته في متجر البقالة لا تقوده إلى أي مكان، وصديقه المقرّب يغرق في إدمان المخدرات. ليس هذا فحسب، بل هناك أيضًا بعض الشباب في الشوارع يطارده لجريمة لم يرتكبها. يبدأ ألفريد بالتوجّه إلى نادي دوناتيلي للملاكمة في هارلم، حيث تم تدريب بطلين سابقين. هناك يتعلّم أنّه ليس الفوز الذي يصنع الملاكم، بل هو الجهد الذي يبذله، وقبل أن يصبح بطلاً، يجب أن يكون منافساً.
تتناول الرواية مواضيع متعددة، بدءًا من التحديات الشخصية وصولاً إلى الصراعات الاجتماعية في حياة الشخصيات. وتعطي نظرة عميقة إلى الواقع القاسي الذي يعيشه الشباب في أحياء المدن الكبيرة، مع التركيز على العناصر الثقافية والاجتماعية لمجتمع هارلم.
تم تكريم الرواية بجوائز عديدة من بينها جائزة مارغريت إيدواردز للإنجاز مدى الحياة في أدب الشباب الذي تمنحها جمعية المكتبات الأمريكية، وتم تصنيفها ضمن قائمة أفضل الكتب للشباب من قبل الجمعية الأمريكية للمكتبات، إلى جانب تكريمها ككتاب ملحوظ من قبل مكتبة نيويورك العامة.
باختصار، “المنافس” ليس مجرد رواية رياضية، بل هو عمل أدبي يتناول قضايا مهمة ويروي قصة إنسانية ملهمة تلامس قلوب القرّاء من مختلف الأعمار والخلفيات.