في روايته “طفل الرمال”، يأخذنا الكاتب الطاهر بن جلون في رحلة فريدة إلى أعماق الذات وروح الإنسان. يرصد الكتاب رحلة شخصية مليئة بالتفكير والانعزال، حيث يكتشف البطل نفسه متسائلاً عن معنى وجوده ومكانته في هذا العالم الغامض.
بداية الرواية تعكس حالة من الشك والتردد، حيث يعتري البطل شعور بأنه تجاوز الحدود التي فرضها على نفسه، وهو يتساءل بتردد عن حالة بشرته ومظهره الخارجي. يبدو أن العزلة والصمت قد أثقلت كاهله، ولكنه يجد الراحة في عالم الكتب الذي ألفه حول نفسه، والذي أصبح له مأوى وملجأ.
تتداخل الأفكار والمشاعر في رحلة البطل، ويتساءل عن طبيعة الخلاص الذي يسعى إليه. هل هو من خلال التخلص من الخوف الذي يحمله داخله؟ أم هو عبارة عن محاولة للتحرر من الضباب الذي كان يغطي وجهه وهويته؟ وماذا عن العلاقة مع “الآخر” الذي يكتب له ويمنحه انطباعاً غريباً بأنه لا يزال جزءًا من هذا العالم؟
تتأمل الشخصية الرئيسية فكرة الموت، ولكن يظهر أنها لم تعد خيارًا جاذبًا له، بل يقرر الخروج والبداية من جديد. يعلن البطل أنه لن يتغير في الواقع، ولكنه سيعود إلى ذاته الأصلية، إلى ما كان عليه قبل أن يبدأ القدر في لفه في السريان ويجرفه داخل تيارات الحياة.
“طفل الرمال” للطاهر بن جلون يعتبر لوحة فنية تتناول قضايا الهوية والتغيير الشخصي بطريقة فلسفية وعميقة. يتساءل القارئ مع الشخصية الرئيسية عن مفهوم الذات والحياة، وكيف يمكن أن يؤثر التغيير الداخلي في الخروج من الظلمة إلى النور.