من خلال تتبع أثر خطى الكلمات المنسوجة ببراعة في كتاب “من يلمس النور”، الذي خطه قلم المبدع محمد عابدين، نجد أنفسنا أمام مجموعة قصصية تتناغم بين جمال السرد وعمق التعبير، تفتح لنا أبواب عالم موغل في التفاصيل الباطنية للفرد والمجتمع. إنها ليست مجرد صفحات تتداول الكلمات بل هي لوحة فنية تكشف عن جوانب غامضة ومعانٍ عميقة تمس كيان الإنسان.
تندرج هذه المجموعة القصصية ضمن فن القصة القصيرة، وهو الفن الذي يتيح للكاتب التعبير عن أفكاره ورؤاه بشكل مختصر وفعّال. ومن خلال الغلاف الورقي الجذاب، يعكس الكتاب جودة الإنتاج والاهتمام بالتفاصيل الجمالية، مما يضيف قيمة إضافية لتجربة القراءة.
تأخذنا القصص في رحلة فريدة، من المغرب إلى المشرق، تحمل معها تجارب ومشاهدات شخصية للكاتب خلال رحلاته. وهنا يكمن الجمال في تقديمها بلغة فنية تعبر عن الأحداث بطريقة تفيض بالدروس والعبر، ممزوجة بلغة بيانية فذة تجعل كل كلمة تشكل قطعة أثرية تتسلل إلى عمق الوجدان.
تتجلى قيمة الكتاب أيضًا في عدد صفحاته البالغ 228 صفحة، حيث يتيح للقارئ الاستمتاع برحلة طويلة ومشوقة داخل عوالم متعددة. ومن خلال نافذة غلافه الورقي، يبدو الكتاب كعمل فني يحمل بين طياته الكثير من الألوان والتفاصيل الجذابة.
صدر هذا الكتاب في عام 2015 عن دار رواية للنشر والتوزيع، التي تحظى بسمعة قوية في عالم النشر. إن اختيار الكتاب للنشر تحت لواء هذه الدار يعكس جودة المحتوى والاهتمام بتقديم الأعمال الأدبية ذات القيمة.
في نهاية المطاف، يظهر كتاب “من يلمس النور” كمرجع لعشاق الأدب والخيال، فهو ليس مجرد مجموعة من القصص، بل هو تجربة ثرية تحمل بين صفحاتها حكايات تستحق التأمل والتأمل العميق.