“رحلة الأوديسا لشاب من مانشوريا”
تروي رواية “رحلة الأوديسا لشاب من مانشوريا” قصة ملحمية تندرج ضمن إطار التاريخ الصيني المضطرب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تُلقى الصين في غمار حرب أهلية بين القوى الشيوعية والقوى الوطنية. تُطيح الفوضى بعائلة يانغ، العريقة والمحترمة في منطقة مانشوريا، ويتعين على بابا، الابن الرابع والأكثر جرأة، ترك مانشوريا وأسرته خلفه.
يبدأ بابا رحلته جنوباً، وهو يتقدم على أقدامه المتورمة بسبب الجراح، ويعاني من الجوع المستمر. ومع تقدم القوات الشيوعية واجتياحها لجيش القوات الوطنية المتهاوي، تصبح الشكوك والانعزالية هي السائدة، ويتعين على بابا التغلب على موجة الصمت والخيانة التي تجتاح الريف.
من بيبينغ، العاصمة القديمة، إلى نهري الأصفر واليانغتسي، ثم إلى شانغهاي الرائعة والمتهاوية، يجرف بابا في هجرة يائسة تهرب من سيطرة الشيوعيين، شاهداً أمثلة نادرة من الشجاعة والكرم، بجانب حوادث الخداع الوحشي والطمع. وعندما تسقط المقاطعات الجنوبية تحت سيطرة الشيوعيين، يُجبر بابا على ترك البر الرئيسي للجزيرة التايوانية.
تمتزج في هذه الرواية السردية العناصر التاريخية ببنية الحبكة الأدبية، لتنقل القارئ عبر رحلة شاقة مليئة بالمغامرات والتحديات. وتسلط الضوء على محنة شاب يجد نفسه وحيداً في عالم متغير بسرعة، ويُجبر على اتخاذ قرارات صعبة للبقاء على قيد الحياة والحفاظ على كرامته وهويته في وجه الظروف القاسية والمأساوية.
تمتاز هذه الرواية بأسلوب سردي رائع يأسر القلوب ويجذب القراء، مما جعلها إحدى الأعمال الأدبية البارزة التي تستحق الاطلاع عليها، وتُعتبر مساهمة قيمة في توثيق الفترة الزمنية الحرجة في تاريخ الصين الحديث.