“توين سبايسا”، هي رحلة سردية مؤثرة تأخذنا إلى عالم يندمج فيه الواقع القاسي برغبات الإنسان الصغيرة والكبيرة، محاكيةً بشكل مدهش مفردات الدراما، الخيال العلمي، وروح الشباب. يبدأ القصة في لحظة حاسمة عندما كانت آسومي رضيعة لا تعلم شيئًا، حيث خرجت أحلام الفتاة البريئة عن مجراها بفعل حادث كارثي. ففي تلك اللحظة القاسية، تحطمت صاروخ الفضاء الأول الذي يحمل اسم “الأسد” في بلدتها الصغيرة يويغاهاما، متسببًا في موت العديد من أهل البلدة وجرح حرج لوالدتها، التي ظلت في غيبوبة لعدة سنوات قبل أن تفارق الحياة من دون أن تستعيد وعيها.
وهكذا، يرتبط مصير آسومي بشكل لا يمكن كتمه برغبتها الشديدة في استكشاف الفضاء، وهي أمنية تنبثق من عمق قلبها النقي، حيث تتخذ الفتاة اليتيمة هدفًا حياتيًا وتسعى للتغلب على العقبات والصعوبات التي تقف في طريقها نحو مدرسة طوكيو الوطنية للفضاء حديثة التأسيس.
على هامش هذه الرحلة الشخصية، يظهر “ليون-سان”، الشبح الذي يرتدي قناعًا ويدعي أنه قد جاء من الصاروخ، يقف بجانب آسومي ويكون له دور لا يمكن إهماله في تشجيعها وتوجيهها. هنا، يتجلى التحول الخارق والروحاني، حيث يعكس الشبح الغامض عمق الروابط الإنسانية والصداقة التي تتشكل حول طموح مشترك.
في محاولتها الجادة للوصول إلى النجوم، تعكس آسومي رحلة النمو والتطور، حيث يتغلغل المانغا في فترة حياتها الشبابية، وتبرز الصعوبات والتحديات التي تواجهها لتحقيق حلمها العظيم. ومع توجيه “ليون-سان” ووجود أصدقاء جدد يشاركونها الرغبة ذاتها، تكون المانغا قصة لا تُنسى عن الإرادة والأمل، وعن كيفية التغلب على الصعوبات من أجل تحقيق الطموحات الشخصية.
في إصدارها الأصلي في عام 2000، تأتي “توين سبايسا” بعلامات فارقة تعكس تنوع العناصر في قالبها الدرامي، العلمي الخيالي. تشتمل على عناصر الدراما العاطفية، وتمزج بين جاذبية الحياة المدرسية والخيبات والتحديات التي تطرأ على طريق الشخصيات. تتميز بتصوير جمالي للحظات الفارقة، وتقديم نظرة ملهمة على قوة الإرادة البشرية وقدرتها على تحقيق الأحلام حتى في وجه التحديات الظاهرة لا تنتهي.