في روايته المميزة “الدمية”، يقدم الكاتب أحمد أوميت للقراء تجربة أدبية فريدة تتناول قصة اجتماعية معقدة تجمع بين أخوين غير شقيقين يلتقيان بعد فترة طويلة من الانفصال، حيث لم يكن يجمع بينهما سوى علاقة معقدة ومتشابكة. الرواية ترسم صورة لعلاقة الأخوة المعقّدة، حيث يكونان كالقطبين المتناقضين.
الشخصية الأولى هي عدنان، صحفي ينجرف بوحي من شغفه بالشراب إلى أعماق الهاوية. يُظهر الكاتب ببراعة كيف يصبح عدنان ضحية لشغفه، مما يؤدي إلى فقدانه للوظيفة كصحفي في إحدى الجرائد. تتجلى العديد من الجوانب الإنسانية والنفسية في شخصية عدنان، حيث يتم استكشاف تأثير الإدمان والخيبة على حياته.
في المقابل، يظهر شقيقه الآخر، دوغان، كشخص مناضل يرفض السقوط في فخ الإدمان والضعف. يجسد دوغان رمزًا للتصدي للتحديات والمحن، ويعكس التضحية والقوة الداخلية. يتناول الكاتب بجدية موضوعات اجتماعية ملحة، مثل البطالة والضغوطات النفسية التي تواجه الشباب في المجتمع.
تتسم الرواية بعمق فلسفي وتأملات عميقة في الحياة والإنسانية. يتقن أحمد أوميت فن السرد بأسلوب متقن، حيث ينسج قصة معقدة بلغة رصينة ووصف دقيق. يتناول الكاتب العديد من القضايا الاجتماعية بشكل حيوي وواقعي، مما يشد انتباه القارئ ويجعله يتأمل في العديد من الجوانب المعقدة للحياة.
تعتبر الرواية إضافة قيمة لأدب الروايات، حيث تجمع بين الجمالية اللغوية والعمق الفلسفي. تأخذ القصة القارئ في رحلة مثيرة وملهمة، تترك لديه تأملات عميقة حول الحياة ومعنى الأخوة والتحديات التي يمر بها الإنسان في مسيرته. يُثبت أحمد أوميت مرة أخرى موهبته الفريدة في خلق أعمال أدبية تترك أثراً دائماً في قلوب القراء.