تتناغم رواية “فيلا النساء”، التي كتبها الكاتب شريف مجدلاني، مع متاهات الحياة والعلاقات الإنسانية في لبنان خلال فترة منتصف الستينيات. يقدم لنا الكاتب نافذة فريدة نحو عالم اسكندر حايك، تاجر الأقمشة الذي يتسم بالقوة والسيطرة على مصنعه وأراضيه وحياته العائلية، في ظل الظروف الاجتماعية والسياسية المتردية في تلك الحقبة الزمنية.
تبدأ الرواية بتصوير حياة اسكندر بألوان هادئة وسعيدة، حيث يبدو وكأنه يعيش في عالمه الخاص، غافيًا عن الغيوم التي تتكدس في سماء لبنان. ومع ذلك، يبرز الكاتب بمهارة استثنائية التوترات والصراعات التي تعصف بحياته، سواء كانت الخلافات المستمرة بين شقيقته مادو الشكسة، التي تلعب دورًا محوريًا في تشكيل مسار الأحداث، أو النواحي المعقدة لعلاقته مع زوجته ماري وابنته.
تتميز “فيلا النساء” بالتشويق والتعقيد، حيث ينسج مجدلاني خيوط السرد بأسلوب يتيح للقارئ اكتشاف العديد من الجوانب الإنسانية والاجتماعية المعقدة. يتخلل الرواية نغمات الأدب والخيال بأسلوب يمتزج بين الواقع والحلم، مما يخلق تجربة قراءة غنية ومثيرة.
صفحات الكتاب البالغ عددها 224 صفحة تشكل متاهة فنية تستحق الاستكشاف، حيث تتنوع الأحداث وتتلاعب بأوجه الإنسانية والعواطف. العام 2018 شهدت إصدار هذه الرواية الرائعة عن طريق نوفل / هاشيت أنطوان، ما أضاف لها بعدًا إضافيًا من التأثير والجاذبية.
وتأتي الرواية بغلاف ورقي يزينه التفاصيل، مما يعزز الجاذبية البصرية للعمل الأدبي. يندمج الكتاب في فئة الأدب والخيال، حيث تظهر الرواية كمحطة مهمة تستحق انتباه القارئ المتطلع لاستكشاف عوالم جديدة وغنية بالتفاصيل.
باختصار، تعد “فيلا النساء” عملًا أدبيًا فريدًا يجمع بين الواقع والخيال، يقدم رحلة استثنائية في عالم الرواية العربية، حيث يتألق شريف مجدلاني في نسج قصة تحاكي أعماق الإنسان وتكشف عن تداخلات العواطف والعلاقات في سياق زمني محمل بالتحولات والتحديات.